الديوان » العصر المملوكي » شهاب الدين الخلوف » هي زهرة للمجتني المتنشق

عدد الابيات : 25

طباعة

هِيَ زَهْرَةٌ لِلْمُجْتَنِي المُتَنَشِّقِ

أوْ زُهْرَةٌ لِلْمُجْتَلِي المُتَعَشِّقِ

أمْ جَنَّةُ المَأوَى وَفِرْدَوْسُ المُنَى

أوْ دَارَةُ العَلْيَا وَشَمْسُ المَشْرِقِ

أمْ ظَبْيَةُ الوادِي المُقَدَّسِ تَرْتَعِي

ريْحَانَةَ الرَّوْضِ الأرِيضِ المُونِقِ

لا شَيْءَ يُشْبِهُهَا وكَيْفَ وَذاتُهَا

قَامَتْ بِأوْصَافِ الجَمَالِ المُطْلَقِ

أمْ كَيْفَ يُمْكِنُ أنْ تُشَبَّهَ مَنْ غَدتْ

شَرَكَ العُقُولِ وَحَيْرَةَ المُتَأنِّقِ

وَعَلَى التَنَزُّهِ إنْ أرَدْتَ مُشَابِهًا

مَنْ ذا يَقُولُ الدُّرُّ مِثْلُ الزِّئْبَقِ

فَإنِ ادَّعَيْتَ بِأنَّ أقْمَارَ الدُّجَى

تَحْكِي سَنَاهَا كُنْتَ عَيْنَ الأحْمَقِ

أوْ قُلْتَ أشْبَهَهَا المَهَا قُلْتُ اتَّئِدْ

فِي الذَّاتِ أوْ ِفي اللُّطْفِ أوْ فِي الرَّوْنَقِ

أوْ قُلْت يَحْكِيهَا الصَّبَاحُ صبَاحَةً

نَادَيْتُ لاَ عَاشَ الصَّبَاحُ وَلاَ بَقِي

مِنْ أيْنَ لِلأقْمَارِ بَارِقُ مَبْسَمٍ

عَذْبِ اللَّمَى وَالرِّيقِ حُلْوِ المَنْطِقِ

أوْ كَيْفَ لِلإصْبَاحِ شَمْسٌ أشْرَقَتْ

مِنْ فَوْقِ غُصْنٍ بِاللَحَاظِ مُمَنْطَقِ

فَارْغَبْ وَدَعْ عَنْكَ الجَهَالَةَ كَيْ تَفُزْ

بِالسَّعْدِ مِنْهَا أوْ فَكُنْ عَيْنَ الشَّقِي

وَالْثِم ثَرَى الوَادِي المُقَدَّس وَاخْلَعَنْ

نَعْلَيْكَ وَالبَسْ ثَوْبَ ذُلِّكَ وَاطْرُقِ

وَبِمُهْجَتِي خَوْدٌ لَوَ أنَّ جَبِيَنَهَا

لِلْبَدْرِ لم يَخْسِفْ وَلَمْ يَتَمَحَّقِ

مَاسَتْ وَقَدْ أرْخَتْ ذَوَائِبَهَا فَهَلْ

يَزْهُو قضيبُ البَانِ إنْ لَمْ يُورِقِ

وَرَنَتْ فَلاَ وَأبِيك مَا تُغْنِي الرُّقَى

عَنْ سِحْرِ نَاظِرَهَا المُبِيدِ المُمْحِقِ

لَمْ أنْسَ إذْ قَالَتْ وَقَدْ عَاتَبْتُهَا

يَا مَا لَقِينَا مِنْهُ أوْ يَامَا لَقِي

تَخْتَالُ مَا بَيْنَ الدِّجِنَّةِ وَالضّبَا

منْ شَعْرِهَا وَجَبِينِهَا المُتَألِّقِ

فَتُرِيكَ مَهْمَا رُمْتَ تَشْهَدُ ذَاتَهَا

بدراً مُنِيراً فَوْقَ غُصْنٍ مُورِقِ

قَالَتْ وَقَدْ غَرَقَ الشَّقِيقُ بِخَدّهَا

لَوْلاَ تَرَقْرُقُ مَائِهِ لَمْ يغرِقِ

وَدَعَا عُطَارِدُ خَالِهَا فِي خَدّهَا

لَوْلاَ اقْتِرَانُ الشَّمْسِ بِي لَمْ أُحْرَقِ

زَارَتْ فَنَمَّ بِهَا الحُلِيُّ وَلَمْ يَفُهْ

وَلَقَدْ عجبتُ لمخبرٍ لَمْ ينطقِ

وَوَشَى العبيرُ بِطِيبِ مَسْرَاهَا وَلَمْ

أسمعْ بحسنٍ لِلْجَمَادِ وَمَنْطِقِ

هَامَ الوِشَاحُ بِعِطْفِهَا ولطالمَا

غَنِيَتْ رَوَادِفُهَا بِخصرٍ مُمْلِقِ

وَصَبَتْ لوردة خَدّهَا أقراطُهَا

حَتَّى الجَمَادُ يهيمُ بِالخَدّ النَّقِي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شهاب الدين الخلوف

avatar

شهاب الدين الخلوف حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Shehab-Al-Din-Al-Khalouf@

401

قصيدة

64

متابعين

أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شهاب الدين. شاعر تونسي، أصله من فاس، ومولده بقسنطينة، وشهرته ووفاته بتونس اتصل بالسلطان عثمان الحفصي، وأكثر من مدحه. زار القاهرة أكثر من مرة. ...

المزيد عن شهاب الدين الخلوف

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة