الديوان » العصر المملوكي » شهاب الدين الخلوف » هل الشمس خيلت من خلال السحائب

عدد الابيات : 76

طباعة

هَلِ الشمسُ خِيلَتْ مِنْ خِلاَلِ السَّحَائِبِ

أمِ الخُودُ لاَحَتْ بَيْنَ تِلْكَ الذَّوَائِبِ

أمِ الخَالُ فَوْقَ الصدْغِ ضَاعَ عَبِيرُهُ

أمِ النَّاظِرُ الفَتَّانُ مِنْ تَحْتِ حَاجِبِ

وَبِي غَادَةٌ لَوْ أنَّ صِبْغَةَ شَعْرِهَا

لِفَرْعِ الدجَى أمْسَى يُرَى غيرَ شَائِبِ

لَهَا مَبْسَمٌ مِنْهُ حَكَى كل بَارِقٍ

وَطَرْفٌ رَوَى عَنْ صَادِهِ كُل كَاتِبِ

على عَرْشِ خَدَّيْهَا اسْتَوى الخَالُ فَاهْتَدَى

لِطُورِ سَنَاهَا القلبُ مِنْ كُلّ جَانِبِ

وَنَاجَتْهُ بِالألْحَانِ فِي حَانِ سِرّهَا

فَهَامَ اشْتِيَاقاً عِنْدَ حَدْوِ الرَّكَائِبِ

لُذِعْتُ بِصُدْغَيْهَا على البُعْدِ فَاعْتَرَى

فُؤَادِي الضَّنَى مِنْ سُمّ لَذْعِ العَقَارِبِ

وَلَمْ أدْرِ هَلْ تَسْطُو عَلَيَّ لِحَاظُهَا

بِسُودِ جفُونٍ أمْ بِيِضِ قَوَاضِبِ

أمَا وَحُمَيَّا ثَغْرِهَا وَرُضَابِهَا

لَقَدْ فَقَدَ الظَّمْآنُ صَفْوَ المَشَارِبِ

وَلَيْلَتِنَا وَالْعَيْشُ غَضٌّ جَنَابُهُ

وَأفْنِيَّةُ الأيَّامِ خُضْرُ الجَوَانِبِ

وَحَيّ طَرَقْنَاهُ وَقَدْ غَرَّبَ الضّيَا

وَمَا الشَّوْقُ مِنْ قَلْبِ المُحِبّ بِغارِبِ

بِحُمْرِ الحُلَى سُودِ اللِّحَاظِ نَوَاصِعِ ال

مَبَاسِمِ خُضْرِ الوَشْيِ بِيضِ التَّرَائِبِ

تَسَرْبَلْنَ في الدُّيْجُورِ حَتَّى إذَا اغْتَدَى

يُظِلُّ السُّرَى أرْدَفْنَهُ بِالكَوَاكِبِ

بُرُوقُ سُيُوفٍ فِي بُرُوقِ مَبَاسِمٍ

مَطَالِبُ دُرّ مَا انْتُخِبْنَ لِطَالِبِ

صَدَرْنَ وَلَمْ يَرْوِ الهَوَى كَشْحَ كَاشِحٍ

وَبِنَّ وَلَمْ يَدْعُ النَّوَى نَعْبَ نَاعِبِ

وَمُذْ قَرَّحَ البَيْنُ المُشِت حُشَاشَتِي

تَحَقَّقْتُ أن البينَ إحْدَى المَصَائِبِ

أأحْبَابَنَا مَنْ بِالدّيَارِ لِسَائِل

يُلِم بِهَا غَيْرَ البُرُوقِ الخَوَالِبِ

مَنَازِلُ تُمْلِينَا أحَادِيثَ شَجْوِهَا

أسَانِيدُ أنْفَاسِ الصَّبَا وَالجَنَائِبِ

مَعَالِمُ أحْبَابٍ وَمَغْنَى حَمَائِمٍ

وَدَوْحَةُ أغْصَانٍ وَسِرْبُ رَبَارِبِ

وَمَنْبَعُ أنْهَارٍ وَحَانَةُ قَهْوَةٍ

وَرَوْضَةُ أزْهَارٍ وَأفْقُ كَوَاكِبِ

سَقَى الرَّوْضَةَ الفَيْحَاءَ وِجْهَةَ رَوْضِهَا

سَحَابُ دُمُوعِي لاَ دُمُوعُ السَّحَائِبِ

فَكَمْ لَيْلَةٍ قَدْ بِت فِيهَا مُنَعَّماً

بِرَشْفِ رُضَابٍ مِنْ مَرَاشِفِ كَاعِبِ

تَزُورُ وَتَسْرِي فِي سَحَابِ غَلاَئِلٍ

وَأنْجُمِ أقْرَاطٍ وَلَيْلِ ذَوَائِبِ

فَيَا صُبْحَ لَيْلِ الفَرْعِ فِي فَلَقِ الضحَى

وَيَا نُورَ صُبْحِ الفَرْقِ بَيْنَ الغَيَاهِبِ

تُدَافِعُ عَنْ ألْحَاظِهَا بِجُفُونِهَا

وَقَدْ تَمْنَعُ الأجْفَانُ دُونَ القَوَاضِبِ

إذَا حُورِبَتْ صَالَتْ بِنَبْلِ جُفُونِهَا

وَإنْ سُولِمَتْ صَادَتْ قِسِي حَوَاجِبِ

سَقَتْنِي حُمَيَّا الحُبّ في حَانِ قُرْبِهَا

بِكَأسِ عِتَابٍ رَاقَ بَيْنَ الحَبَائِبِ

وَبَاتَتْ تُعَاطِينِي الأحَادِيثَ في دُجىً

كَأنَّ الثُّرَيَّا فِيهِ كَأسٌ لِشَارِبِ

لَدَى رَوْضَةٍ تَفْتَر عُجْباً ثُغُورُهَا

إذَا مَا بَكَتْ أجْفَانُ سُحْبِ سَوَاكِبِ

كَأنَّ النَّدَى إذْ كَلَّلَ الوَرْدَ دُرهُ

دُمُوع التَّصَابِي في خُدُودِ الكَوَاعِبِ

كَأنَّ النُّجُومَ الزهْرَ في لَيْلِ دَجْنِهَا

قَلاَئِدُ دُرّ كَلَّلَتْ مُسْحَ رَاهِبِ

كَأنَّ ضِيَاءَ الْبَدْرِ في غَسَقِ الدجَى

بَيَاضُ العَطَايَا فِي سَوَادِ المَطَالِبِ

كَأنَّ ثَنَايَا الصبْحِ عِنْدَ ابْتِسَامِهِ

سَنَا طَلْعَةِ المَسْعُودِ بَيْنَ الْكَتَائِبِ

إمَامٌ غَدَا لِلْجُودِ وَالْمَجْدِ وَارِثاً

عَنِ السَّادَةِ الآبَا الكِرَامِ الأطَايِبِ

وَذُو النَّسَبِ المَرْفُوعِ إسْنَادُ فَضْلِهِ

إلى عُمَر الفَارُوقِ مِنْ آلِ غَالِبِ

لَهُ قَدَمٌ فِي الفَخْرِ تَعْلُو بِمَجْدِهَا

سَنَامَ العُلَى فَوْقَ الذرَى وَالْقَوَارِبِ

أخُو الحَزْمِ قَدْ سَاسَ الأمُورَ بِعَزْمَةٍ

رِوَايَتُهَا مِنْ مُحْكَمَاتِ التَّجَارِبِ

أدِلاؤُهُ فِي الخَطْبِ إنْ كَانَ مُشْكِلاً

بَدِيهَاتُ حَزْمِ كَالنُّجُومِ الثَّوَاقِبِ

رَكُوبٌ لأعْنَاقِ الأمُورِ بِهِمَّةٍ

يُسَيِّرُهَا سَيْرَ الذَّلُولِ الرَّوَاكِبِ

طَلُوبٌ لأقْصَى الأمْرِ حَتَّى يَنَالَهُ

وَمُغْرى بِغَايَاتِ الحَقَائِقِ رَاغِبِ

أبِيٌّ إذَا حَامَتْ يَدَاهُ عَلَى العُلَى

يُثَبِّتُهُ فِيهَا نَبِيهُ المَذَاهب

عَلَى السَّبْعَةِ السَّيَّارَةِ امْتَازَ في العُلَى

مَشَارِقُهَا مَوْصُولَةٌ بِمَغَارِبِ

أمَاتَ رِيَاح الشُّحّ وَهْيَ عَوَاصِفٌ

وَأحْيَا بِرُوحِ الجُودِ مَيْتَ المَطَالِبِ

أمَا وَالَّذِي أنْشَا السَّحَابَ وكَفَّهُ

لَقَدْ أعْجَزَتْ كَفَّاهُ جُودَ السَّحَائِبِ

وَمَا خُلِقَتْ كَفَّاهُ إلا لِستَّةٍ

لِدَفْعِ مُلِمَّاتٍ وَقَرْع كَتَائِبِ

وَتَقْبِيلِ أفْوَاهٍ وَقَبْضِ أعِنَّةٍ

وَتَبْدِيد أعْدَاءٍ وَبَذْلِ رَغَائِبِ

مَحَا الْجَدْبَ عَنْ وَجْه البَرَايَا بِأنْمُلٍ

إلَيْهَا الحَيَا يَغْدُو حَدِيثَ المَوَاهِبِ

تُؤَمَّلُ نُعْمَاهُ وَيُخْشَى انْتِقَامُهُ

لِرَاجٍ مُوَالٍ أوْ لِبَاغٍ مُحَارِبِ

وَيَبْتَدِرُ الرَّاؤُونَ مِنْهُ إذَا بَدَا

سَنَا كَوْكَبٍ مِنْ سُدْفَةِ المُلكِ ثَاقِبِ

هَجُومٌ عَلَى الأعْدَاءِ مِنْ كُلّ وِجْهَةٍ

رَؤُوفٌ عَلَى الأصْحَابِ مِنْ كُلّ جَانِبِ

يَدٌ لأمِيرٍ المُؤْمِنِينَ وِعُدَّةٌ

إذَا اسْوَدَّ خَطْبٌ مِنْ دَيَاجِي المَصَائِبِ

يُبِيدُ الأعَادِي فِي سَمَاءٍ عَجَاجَةٍ

أسِنَّتُهُ تَبْدُو بِهَا كَالْكَوَاكِبِ

يُلاَقِي بِهَا الخَطْبَ الجَلِيلَ فَيَنْثَنِي

بِمُقَّتِد الآرَاءِ مَاضِي المَضَارِبِ

إذَا ارْتَادَ لَيْلَ الحَرْبِ لَيْلاً يَرُدهُ

نَهَاراً بِأضْوَاءِ السُّيُوفِ الضَوَارِبِ

طَلَعْنَ شُمُوساً وَالْغُمُودُ مَشَارِقٌ

وَغِبْنَ بِهَامَاتِ الأعَادِي القَوَارِبِ

يَجُر قَناً مِثْلَ النَّشَاوَى يَهُزهَا

صَلِيلٌ بِأطْرَافِ القَوَاضِي القَوَاضِبِ

لَهُ هِمةٌ عَمَّ البَرِيَّةَ عَدْلُهَا

فَأضْحَى لَدَيْهِ آمِناً كُل رَاهِبِ

يَصُولُ بِحَدّ حِينَ يَسْمُو بِجِدّهِ

عَشِيَّةَ فَخْرٍ أوْ غَدَاةَ تَجَاربِ

مَلِيكٌ حَوَى شَأوَ الْكَوَاكِبِ في العُلَى

وَجَاوَزَ غَايَاتِ العُلَى بِمَرَاتِبِ

وَلَيْثُ وَغىً خَاضَ المَنَايَا بِصَارِمٍ

يُزِيحُ سَنَاهُ خَطْبَ لَيْلِ القَوَاضِبِ

وَذُو الْقَلَمِ الرَّاقِي سَحَائِبَ أنْمُلٍ

يُرِيكَ رِيَاضَ الخَطّ زَاهِي الجَوَانِبِ

إذَا وَشَّعَ القِرْطَاسَ خِلْتَ سُطُورَهُ

عُقُوداً عَلَى بِيضِ الطُّلَى وَالتَّرَائِبِ

وَإنْ وَعَدَ ارْفَضَّتْ عَطَاءً عِدَاتُهُ

بِرَاحَةِ مَسْبُولٍ على الجُودِ غَالِبِ

وَإنْ أعْرَبَ المُثْنِي مَنَاصِبَ مَجْدِهِ

فَنَصْباً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ المَنَاصِبِ

وَإنْ رُمْتُ مَدْحاً فِيهِ أمْلَتْ صِفَاتُهُ

عَلَيَّ مَعَانِي أسْفَرَتْ عَنْ غَرَائِبِ

وَلاَ غَرْوَ إنْ قَصَّرْتُ فِي مَدْحِ وَصْفِهِ

فَقَدْ أعْجَزَتْ أوْصَافُهُ كُلَّ حَاسِبِ

مِنَ الْقَوْمِ فُرْسَانِ البَلاَغَةِ وَالْوَغَى

عَلَى أنَّهُمْ خَيْرُ الرّجَالِ الأغَالِبِ

إذَا أسْرَةُ الفَارُوقِ قَامَتْ لِمَفْخَرٍ

أقَرَّتْ لِعَلْيَاهَا سَرَاةُ المَوَاكِبِ

لَهُمْ كُل فَخْرٍ في السِّيَادَةِ وَالعُلَى

أحَادِيثُ تَرْوِيَها سرَاةُ العَجَائِبِ

وَآيَاتُ جُودٍ تِلْوَهُنَّ عَجَائِبٌ

فَيَا لِغَوَالٍ أيِّدَتْ بِغَوَالِبِ

أمَوْلاَيَ يَابْنَ المَالِكِينَ وَمَنْ غَدَتْ

مَنَاكِبُهُ فِي الجُودِ أعْلَى المَنَاكِبِ

جَمَعْتَ النَّدَى وَالْبَأسَ وَالزهْدَ والحِجَى

فَجُدْ وَتَوَرَّعْ ثُمَّ سَادِدْ وَقَارِبِ

لَكَ اللَّه فَرْعاً مِنْ أبِي حَفْصَ أصْلُهُ

يَشِب بِرَوْضٍ مُثْمِرٍ فِي المَنَاقِبِ

مَدَحْتُكَ تَشْرِيفاً لِمَدْحِيَ فَاغْتَدَى

بِمَدْحِكَ نَظْمِي فِي أجَلّ المَرَاتِبِ

وَأمَّلْتُ جَدْوَاكَ المُرَجَّى نَوَالُهَا

وَمَا الآمِلُ الرَّاجِي نَدَاكَ بِخَائِبِ

فَجُدْ بِقَبُولٍ لا بَرِحْتَ مُؤَمَّلاً

لِقَرْعِ الأعَادِي وَاصْطِنَاعِ الرَّغَائِبِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شهاب الدين الخلوف

avatar

شهاب الدين الخلوف حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Shehab-Al-Din-Al-Khalouf@

401

قصيدة

64

متابعين

أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شهاب الدين. شاعر تونسي، أصله من فاس، ومولده بقسنطينة، وشهرته ووفاته بتونس اتصل بالسلطان عثمان الحفصي، وأكثر من مدحه. زار القاهرة أكثر من مرة. ...

المزيد عن شهاب الدين الخلوف

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة