ومضيت .. والحسرات أغلبها وتغلبني فأبدأ بل أعيد وتهولني الذكرى وتعصف ثم بالصبر الجديد ويهولني الأمس القريب يلوح كالوهم البعيد وأراك من بين الضباب سراب ظمآن ببيد يا ملهمي ..! ولقاؤنا يا ملهمي .. أني يكون؟ وبيينا دربٌ بعيد ولقاؤنا نجوى الأحبة .. دمعة عبر القصيد ولقاؤنا .. نسم الربى أو روح أنفاس النخيل ولقاؤنا بين الكواكب في هنيهات الأصيل ولقاؤنا يا ملهمي وهم جميلْ ولقاؤنا يا ملهمي حلم طويلْ ** وتلوح لي قبسا على الدرب البعيد وتضيء بي فأراك أقرب ثم من حبل الوريد يا ملهمي ..! وألوذ بالقلب الوحيدْ ويخونني الصبر الجليد وتقهقه العبرات تخذلني كقهقهة الوعيد يا ملهمي ..! فمتى أراك ..؟ متى أراك ..؟ وبيننا بحر وبيد يا ملهمي ..! ولقاؤنا حلمٌ بعيد حلم كأطياف الوصال وهل لطيفٍ من معيد يا ملهمي..! فمتى أراك؟ متى تراني نلتقي .. فيكون عيدْ ..؟! يا ملهمي ..! وغدوت تاريخاً عتيدْ لخافقي، وختمت بالنور القصيد وخلدت كالوحي الأصيل فرائداً في كل جيدْ يا ملهمي ..! وطويت في صمت طويل ودُفنت في شفق الأصيل وذهبت ما أبقيت إلا همس قيثار عليل يا ملهمي ..! وزهدت بالقلب الكبير .. وكفرت بي .. والكفر بي أمر خطير .. أفلا علمت بأنني وبأنني يا ملهمي .. أفلا علمت ..؟ وأضعتني .. وخلقتَ أسباب الضياع ..! فلا لقاء ولا وداع .. يا ملهمي .. فلقاؤنا وهمٌ جميل ولقاؤنا حلم طويل ولقاؤنا .. لا .. لن يكون لقاؤنا يا ملهمي لا .. لن يكون فلقاؤنا كان الأخير لقاؤنا كان الأخير ..!
عاتكة وهبي الخزرجي ،شاعرة ومعلمة عراقية. ولدت في بغداد سنة 1924م ، وبدأت في كتابة الشعر منذ سن الرابعة عشر. تلّقت بكالوريا الفنون في معهد المعلمين العالي، ثم تسلمت وظيفتها ...