الديوان » لبنان » جبران خليل جبران » عجبا أتوحشني وأنت إزائي

عدد الابيات : 108

طباعة

عَجَباً أَتُوحِشُنِي وَأَنْتَ إِزَائِي

وَضِيَاءُ وَجْهكَ مَالِئُ سَوْدَائِي

لَكِنَّه حَقٌّ وَإِنْ أَبَتِ المُنَى

أَنَّا تَفَرَّقْنَا لِغَيْرِ لِقَاءِ

جَرَحُوا صَمِيمَ القَلبِ حِينَ تَحَمَّلُوا

اللهَ فِي جُرْحٍ بِغَيْرِ شِفاءِ

أَلطَّيبُ المَحْمُودُ مِنْ عُمْرِي مَضَى

وَالْمُفْتَدَى بالروحِ مِنْ خُلَصَائِي

لاَ بَلْ هُمَا مِنِّي جَنَاحاً طَائِرٍ

رُمِيَا وَلَمْ يَكُ نَافِعِي إِخْطَائِي

أَلصَّاحِبَانِ الأَكْرَمَانِ تَوَلَّيَا

فَعَلاَمَ بَعْدَ الصَّاحِبَيْنَ ثَوَائِي

لَمْ يَتْرُكَا بِرَدَاهُمَا غَيْرَ الشجَى

لأَخِيهِمَا مَا دَامَ في الأَحْيَاءِ

وَحِيالِيَ الخُلْطَاءُ إِلاّ أَنَّني

مُتَغَرِبٌ بِالعَهْدِ في خُلَطَائِي

أَيُرَادُ لِي مِنْ فَضْلِ مَا مَجُدَا بِهِ

إِرْثٌ إِذَنْ جَهِلَ الزَّمَانُ وَفَائِي

إِنْ نَحْيَ بِالذِّكْرَى فَلاَ تَبْدِيلَ في

صِفَةٍ وَلاَ تَغْيِيرَ في الأَسْمَاءِ

يَا صَاحِبَيَّ غَدَوْتُ مُنْذُ نَأَيْتُمَا

أَجِدُ الحَيَاةُ ثَقِيلَةَ الأَعْبَاءِ

لا لَيلَ عَافِيَةٍ هَجِعْتُ بِهِ وَلاَ

يَوْمٌ نَشِطْتُ بِهِ مِنَ الإِعْيَاءِ

أَنَا وَاحِدٌ في الجَازِعِينَ عَلَيْكُمَا

وَكَأَنَّما ذَاكَ البَلاءُ بَلاَئِي

فَإِذا بَدَا لَكُمَا قُصُورِي فَاعْذِرَا

أَوْ شَفَّعا لي مُسْلَفَاتِ وَلاَئِي

مَهْلاً أَمِيرَ الشِّعرِ غَيْرَ مُدَافَعٍ

وَمُعَزِّ دَوْلَتِهِ بِغَيْرِ مِرَاءِ

كَمْ أُمَّة كَانَتْ عَلَى قَدْرِ الهَوَى

تَرْجُوكَ مَا شَاءَتْ لِطُولِ بَقَاءِ

مُتَمَكِّناً مِنْ نَفْسِهَا إِيمَانُهَا

إِنْ لَمْ تَكُنْ مِمَّن حَيُوا لِفَنَاءِ

فَإِذا المَنَايَا لَمْ تَزَلْ حَرْبَ المُنَى

وَإِذَا الرَّزِيئَةُ فَوقَ كُلِّ عَزَاءِ

في مِصْرَ بَلْ في الشَّرْقِ مِنْهَا لَوْعَةٌ

سَدَّتْ عَلَى السُّلوَانِ كُلَّ فَضَاءِ

أَتَرَى مَوَيْجَاتِ الأَثِيرِ كَأَنَّها

حَسْرَى بِمَا تُزْجِي مِنَ الأَنْبَاءِ

بَعَثَ الشَّرَارُ بِهَا ثِقَالاً لَوْ بَدَا

مَا حُمِّلتْ لَبَدَتْ نَطِافَ دِمَاءِ

جَزَعُ الكِنَانَةِ كَادَ لاَ يَعْدُو وَأَسَى

أُمِّ القُرَى وَمنَاحَةَ الفَيْحَاءِ

وَبِحَضْرَمَوْتَ عَلَى تَنَائِي دَارِهَا

شَكْوَى كَشَكْوَى تُونُسَ الخَضْرَاءِ

بِالأَمْسِ كَانَ هَوَاكَ يَجْمَعُ شَمْلَهَا

في فُرقَةِ النَّزَعَاتِ وَالأَهْوَاءِ

وَاليَوْمَ فَتَّ رَدَاكَ في أَعْضَادِهَا

مَا أَجْلَبَ البَأْسَاءَ لِلبَأْسَاءِ

أَفْدِحْ بِمَا يَلْقَاهُ آلُكَ إِنْ يَكُنْ

جَزَعُ الأَبَاعِدِ جَلَّ عَنْ تَأْسَاءِ

حُرِمُوا أَباً بَرًّا نَمَوْا وَتَرَعْرَعُوا

مِنْ جَاهِهِ في أَسْمَحِ الأَفْيَاءِ

وَكَفَقْدِهِمْ فَقْدَ الغَرانِيقُ العُلَى

عَلَمَ الهُدَى لِلفِتْيَةِ النُّجبَاءِ

وَكَرُزْئِهِمْ رُزِئَ الرِّجَالُ مُرَحِّباً

عَفَّ اللِّسَانِ مُهَذَبَ الإِيمَاءِ

يَتَنَاوَلُونَ مِنَ الصَّحائِفِ وَحْيَهُ

فَتَكُونُ كُلُّ صَحِيفَةٍ كَلِوَاءِ

مَا عِشْتَ فِيهِمْ ظَلْتَ بُلْبُلَ أَيْكِهِمْ

في الأَمْنِ وَالرِّئْبَالَ في الَّلأْوَاءِ

لَكَ جَوُّكَ الرَّحْبُ الَّذِي تَخْلُو بِهِ

مُتَفَرِّداً وَالنَّاسُ في أَجْوَاءِ

عَذَلُوكَ في ذَاكَ التَّعزُّلِ ضِلَّةً

إنَّ التَّعزُّلَ شِيمَة النُّزَهَاءِ

مَا كَانَ شُغْلُكَ لَوْ درَوْا إِلاَّ بِهِمْ

لَكِنْ كَرِهْتَ مَشَاغِلَ السُّفهَاءِ

وَلَعَلَّ أعْطَفَهُمْ عَلَيْهِمْ مَنْ دَنَا

بِالنَّفعِ مِنْهُمْ وَهْوَ عَنْهُمْ نَاءِ

أَحْلَلْتَ نَفْسَكَ عِنْدَ نَفْسَكَ ذُرْوَةً

تَأْبَى عَلَيْهَا الخَسْفَ كُلَّ إِبَاءِ

فَرَعَيْتَ نَعْمَتَكَ الَّتِي أَثَّلتَهَا

وَرَعَيْتَ فِيهَا جَانِبَ الفُقَرَاءِ

تَقْنِي حَيَاءَكَ عَالِماً عَنْ خِبْرًةٍ

إِنَّ الخَصَاصَةَ آفَةُ الأُدَباءِ

وَتَرَى الزَّكَاةَ لِذِي الثَّرَاءِ مَبَرَّةً

مِنْهُ بِهِ وَوَسِيلَةً لِزَكاءِ

كَمْ مِنْ يَدٍ أَسْدَيْتَهَا وَكَسَوْتَهَا

مُتَأَنِّقاً لُطْفَ اليَدِّ البَيْضَاءِ

عَصْرٌ تَقَضَّى كُنْتَ مِلْءَ عُيُونِهِ

في أَرْبَعِينَ بِمَا أفَدْتَ مِلاءِ

يَجْلُو نُبُوغُكَ كُلَّ يُوْمِ آيَةً

عَذْرَاءَ مِنْ آيَاتِهِ الغَرَّاءِ

كَالشَّمسِ مَا آبَتْ أَتَتْ بِمُجَدَّدٍ

مُتَنَوَّعٍ مِنْ زِينَةٍ وَضِيَاءِ

هِبَةٌ بِهَا ضَنَّ الزَّمَانُ فَلَمْ تُتَحْ

إِلاَّ لأَفْذَاذِ مِنَ النُّبغَاءِ

يَأْتُونَ في الْفَتَرَاتِ بُوعِدَ بَيْنَهَا

لِتَهَيُّؤِ الأَسْبَابِ في الأَثْنَاءِ

كَالأَنْبِيَاءِ وَمَنْ تَأَثَّرَ إِثْرَهُمْ

مِنْ عِلْيَةِ العُلَمَاءِ وَالحُكَمَاءِ

رَفَعَتْكَ بِالذِّكْرَى إلى أَعْلَى الذُّرَى

في الخُلْدِ بَيْنَ أُولَئِكَ العُظَمَاءِ

مَنْ مُسْعِدِي في وَصْفِهَا أَوْ مُصْعِدِي

دَرَجَاتِ تِلْكَ العِزَّةِ القَعْسَاءِ

وَمُطَوِّعٌ لِي مِنْ بَيَانِيَ مَا عَصَى

فأَقُولَ فِيكَ كَمَا تُحِبُّ رِثَائِي

لي فِيكَ مِنْ غُرَرِ المَدِيحِ شَوَاردٌ

أَدَّتْ حُقُوقَ عُلاَكَ كُلَّ أَدَاءِ

وَوَفَتْ قَوَافِيهَا بِمَا أَمْلَى عَلَى

قَلَمِي خُلُوصُ تَجِلَّتِي وَإِخَائِي

مَاذَا دَهَانِي اليَوْمَ حَتَّى لاَ أَرَى

إِلاَّ مَكَانَ تَفَجُّعي وَبُكَائِي

شَوقِي لاَ تَبْعَدْ وَإنْ تَكُ نِيَّةٌ

سَتَطُولُ وَحْشَتُهَا عَلَى الرُّقَبَاءِ

تَاللهِ شَمْسُكَ لَنْ تَغِيبَ وَإِنَّها

لَتُنِيرُ في الإِصْبَاحِ وَالإِمْسَاءِ

هِيَ في الخَوَاطِرِ وَالسَّرَائِرِ تَنْجَلي

أَبَداً وَتَغْمُرُهُنَّ بِالَّلأْلاَءِ

وَالذُّخْرُ أَبْقَى الذُّخْرِ مَا خَلَّفْتَهُ

مِنْ فَاخِرِ الآثَارِ لِلأَبْنَاءِ

هُوَ حَاجَةُ الأَوْطَانِ مَا دَالَتْ بِهَا

دُوَلٌ مِنَ السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ

سَيُعَادُ ثُمَّ يُعَادُ مَا طَالَ المَدَى

وَيَظَلُّ خَيْرَ مَآثِرِ الآباءِ

يَكْفِي بَيَانَكَ أَنْ بَلَغْتَ مُوَفَّقاً

فِيهِ أَعَزَّ مَبَالِغِ القُدَمَاءِ

بَوَّأْتَ مِصْرَ بِهِ مَكَاناً نَافَسَتْ

فِيهِ مَكَانَ دِمَشقَ والزَّوْرَاءِ

وَرَدَدْتَ مَوْقِفَهَا الأخِيرَ مُقَدَّماً

في المَجْدِ بَيْنَ مَوَاقِفِ النُّظَرَاءِ

لَكَ في قَريضِكَ خُطَّة آثَرْتَهَا

عَزَّتْ عَلَى الفُصَحَاءِ وَالبُلَغَاءِ

مِنْ أَيِّ بَحْرٍ دُرُّةُ مُتَصَيَّدٌ

وَسَنَاهُ مِنْ تَنْزِيلِ أَيِّ سَمِاءِ

ظَهَرَتْ شَمَائِلُ مِصْرُ فِيهِ بِمَا بِهَا

مِنْ رِقَّة وَنُعُومَةٍ وَنَقَاءِ

ترْخِيمُهَا في لَحْنَهِ مُتَسَامَحٌ

وَنَعِيمُهَا في وَشْيِهِ مُتَرَاءِ

شِعْرٌ سَرَى مَسْرَى النَّسيمِ بِلُطْفِهِ

وَصَفَا بِرَوْعَتِهِ صَفَاءَ المَاءِ

تَرِدُ العُيُونُ عُيُونَهُ مَشْتَفَّةً

وَيُصِيبُ فِيهِ السَّمعُ رِيَّ ظِمَاءِ

وَيَكَادُ يُلمَسُ فِيهِ مَشْهُودُ الرُّؤى

وَيُحَسُّ هَمْسُ الظَّن في الحَوْبَاءِ

في الجَوِّ يُؤْنِسُ مَنْ يُحَلِّقُ طَائِراً

وَالدَّوِّ يُؤْنِسُ رَاكِبَ الوَجْنَاءِ

عَجباً لِمَا صرَّفْتَ فِيهِ فُنُونَهُ

مِنْ فِطْنَةٍ خَلاَّبَةٍ وَذَكَاءِ

فَلِكُلِّ لَفْظٍ رَوْنَقٌ مُتَجَدِّدٌ

وَلِكُلِّ قَافِيَةٍ جَدِيدُ رُوَاءِ

يُجْلَى الْجَمَالُ بِهِ كَأَبْدَعِ مَا انْجَلَتْ

صُوَرٌ حِسَانٌ في حِسَانِ مَرَائِي

وَلَرُبَّما رَاعَ الحَقِيقَةَ رَسْمُهَا

فِيهِ فَمَا اعْتَصَمَتْ مِنَ الخُيَلاَءِ

حَيَّاكَ رَبُّك في الَّذِينَ سَمَوْا إلَى

أَمَلٍ فأَبْلَوْا فيهِ خَيْرَ بَلاَءِ

مِنْ مُلْهَمٍ أَدَّى أَمَانَةَ وَحْيِهِ

بِعَزِيمَةٍ غَلاَّبةٍ وَمَضَاءِ

مُتَجَشِّم بِالصَّبرِ دُونَ أَدَائِهَا

مَا سِيمَ مِنْ عَنَتٍ وَفَرطِ عَنَاءِ

لِلْعَبْقَرِيِّة قُوَّةٌ عُلوِيَّةٌ

في نَجْوَةٍ مِنْ نَفْسِهِ عَصْمَاءِ

كَمْ أخَرَجَتْ لأُولى البَصَائِرِ حِكْمَةً

مِمَّا أَلَمَّ بِهِ مِنَ الأَرْزَاءِ

حَتَّى إِذَا اشْتَعَلَ المَشِيبُ بِرَأْسِهِ

مَا زَادَ جَذْوَتَهَا سِوَى إِذْكَاءِ

فَالدَّاءُ يُنْحِلُ جِسْمَهُ وَنَشَاطُهَا

بِسُطُوعِهِ يُخْفِي نَشَاطَ الدَّاءِ

جِسْمٌ يُقَوِّضُهُ السَّقامُ وَهَمُّسهَا

مُتَعَلِّقٌ بِالخَلْقِ وَالإِنْشَاءِ

عَجَباً لِعَامَيْهِ اللذَيْنِ قَضَاهُمَا

في الكَدِّ قَبْلَ الضَّجعَةِ النَّكْرَاءِ

عَامَا نِزَاعٍ لَمْ تُهَادِنُ فِيهِمَا

نُذُرُ الرَّدَى وَشَوَاغِلُ البُرَحَاءِ

حَفَلاَ بِمَا لَمْ يَتَّسعْ عُمْرٌ لَهُ

مِنْ بَاهِرِ الإِبْدَاعِ وَالإِبْدَاءِ

فَتْحٌ يَلي فَتْحاً وَصَرْحٌ بَاذِخٌ

في إِثْرِهِ صَرْحٌ وَطِيدُ بِنَاءِ

هَذا إلى فِطَنٍ يُقَصِّرُ دُونَهَا

مَجْهُودُ طَائِفَةٍ مِنَ الفُطَنَاءِ

مِنْ تُحْفَةٍ مَنْظُومَةٍ لِفُكَاهَةٍ

أَوْ طُرْفَةٍ مَنْظُومَةٍ لِغِنَاءِ

أَوْ سِيرَةٍ سِيقَتْ مَسَاقَ رِوَايَةٍ

لِمَوَاقِفِ التَّمثيلِ وَالإلقَاءِ

تَجْرِي وَقَائِعُهَا فَتَجْلُو لِلنُّهى

مِنْهَا مَغَازِيَ كُنَّ طَيَّ خَفَاءِ

فَإِذا الحَيَاةُ عُهِيدُهَا وَعِتِيدُهَا

مَزْجٌ كمزج المَاءِ وَالصَّهبَاءِ

تَطْفُو حَقَائِقُهَا عَلَى أَوْهَامِهَا

وَتَسُوغُ خَالِصَةً مِنَ الأَقْذاءِ

يَا مَنْ صَحِبْتُ العُمْرَ أَشْهَدُ مَا نحا

في الشِّعرِ مِنْ مُتَبَايِنِ الأَنْحَاءِ

إِنِّي لَيَحْضُرُنِي بِجُمْلَةِ حَالِهِ

مَاضِيكَ فِيهِ كَأَنَّه تِلقَائِي

مِنْ بَدْئِهِ وَحَجَاكَ يِفْتَحُ فُتْحَهُ

لِلحِقبَةِ الأدَبِيَّة الزَّهْرَاءِ

حَتَّى الخِتَامِ وَمِنْ مَفَاخِرِ مَجْدِهِ

مَا لَمْ يُتَحْ لِسِوَاكَ في الشُّعرَاءِ

فَأَرَى مِثَالاً رَائِعاً في صُوَرَةٍ

لِلنِّيل تُمْلأُ مِنْهُ عَيْنُ الرَّائِي

أَلنِّيلُ يَجْرِي في عَقِيقٍ دَافِقٍ

مِنْ حَيْثُ يَنْبُعُ في الرُّبَى الشَّمَّاءِ

يَسْقِي سُهُولَ الرِّيفِ بَعْدَ حُزُونِهِ

وَيُدِيلُ عُمْرَاناً مِنَ الإقْوَاءِ

مَا يَعْتَرِضْهُ مِنَ الحَوَاجِزِ يَعْدُهُ

وَيَعُدْ إلىَ الإِرْوَاءِ وَالإِحيَاءِ

حَتَّى إِذا رَدَّ الفَيَافِيَ جَنَّةً

فِيمَا عَلاَ وَدَنَا مِنَ الأَرْجَاءِ

أَوْفَى عَلَى السَّدِّ الأَخِيرِ وَدُونَهُ

قُرْبَ المَصِيرِ إلىَ مُحِيطِ عَفَاءِ

فَطَغَى وَشَارَفَ مِنْ خِلاَفِ زَاخِراً

كَالبَحْرِ ذِي الإِزْبَادِ وَالإِرْغَاءِ

ثُمَّ ارْتَمَى بِفُيُوضِهِ مِنْ حَالِقٍ

في المَهْبِطِ الصَّادِي مِنَ الْجَرْعَاءِ

فَتَحَدَّرَتْ وَكَأَنَّ مُنْهَمِرَاتِهَا

خُصَلٌ مِنَ الأَنُوَارِ وَالأَنْدَاءِ

مَسْمُوعَةُ الإِيقَاعِ في أَقْصَى مَدًى

جَذْلَى بِمَا تُهْدِي مِنَ الآلاَءِ

إِنْ أَخْطَأَتْ قُطْراً مَوَاقِعُ غَيْثِهَا

أَحْظَتْهُ بِاللَّمَحَاتِ وَالأَصْدَاءِ

للهِ دَرُّ قَرِيحةٍ كانَتْ لَهَا

هَذِي النِّهايَةُ مِنْ سَنىً وَسَنَاءِ

رَفَعَتْكَ مِنْ عَلْيَاءَ فانِيَةٍ إلىَ

مَا لَيْسَ بِالفَانِي مِنَ العَلياءِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن جبران خليل جبران

avatar

جبران خليل جبران حساب موثق

لبنان

poet-khalil-gibran@

1075

قصيدة

829

متابعين

جبران خليل جبران فيلسوف وشاعر وكاتب ورسام لبناني أمريكي، ولد في 6 يناير 1883 في بلدة بشري شمال لبنان حين كانت تابعة لمتصرفية جبل لبنان العثمانية. توفي في نيويورك 10 ...

المزيد عن جبران خليل جبران

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة