عدد الابيات : 204
طباعةالحمد لله العظيم الشانِ
الخالق المتكبر الرحمنِ
إني لأحمده ، وأشكر فضله
وأنا الذي قصرتُ في الشكران
وأزيده حمداً على ما خصني
من نعمة الإسلام والإيمان
والله ربي أستعين به على
تطبيق ما قد كان في القرآن
يا رب أستهديك ، فارزقني التقى
واعصم فؤادي من دجى العصيان
واغفر ذنوباً غرّ صاحبَها الهوى
حتى اقتفى عمداً خطا الشيطان
وأعوذ بالله العظيم مِن الخطا
ومِن الضلال ومِن لظى الخسران
مَن يهده اللهُ القديرُ فقد سما
ونجا مِن الزلات والمَيَلان
وإذا أضل اللهُ عبداً لم يزلْ
في حمأة الآثام والطغيان
وشهادة أنْ لا إله سوى الذي
خلق الورى ذو الفضل والعرفان
وشهادة أن النبي محمداً
هو رحمة الرحمن للإنسان
صلى عليه الله مادامت سما
ولغا بلفظ القول طرفُ لسان
يا رب صل على النبي وآله
والصحب والأتباع بالإحسان
أنت الذي أرسلته وعصمته
ونصرته بالسيف والفرقان
يا رب بالقرآن علمْني الهُدى
وألنْ عتيَّ اللفظ والتبيان
وامنحْ قريضي من نعيمك نفحة
إن القريض عزيمتي وسناني
يا رب زده فراسة وبصيرة
وانشره بين الأهل والإخوان
وانفع به أهل التعفف والحجا
وبه أجرْ جسدي من النيران
فالشعرُ سيفي في المعامع والقنا
والقصدُ من ذودي رضا الديان
ورصدتُ أبنائي لنصر شريعتي
يا رب فامنحهم فصيح بيان
ونذرتُ للشعر المجاهد خيرهم
ليُعيد للدنيا صدى (حسان)
أسميته (حسان) أعني مَن شدا
بالشعر ينصر ملة (العدنان)
أعنى (ابن ثابت) في سنا أشعاره
يُردي بسيف الشعر كل جبان
ويذود عن شرع النبي وعِرضهِ
ويُعبئ الترجيعَ في الألحان
(حسان) يا ولدي إليك تحيتي
شعراً كمثل الورد والريحان
أهدي إليك من الفؤاد سروره
بك رغم ما يُشقيه من أحزان
وأزف أفراحي ، وأحمل بهجتي
في حلةٍ نسجتْ مِن المَرجان
لك يا حبيبَ القلب يَطربُ خاطري
وحبوره يشدو بعذب أغان
وأزاهر الأشواق تسعد مهجتي
تجري دماً في همتي وكياني
لم يُنسني شجني سُروريَ بالفتى
والفرْحُ يُذهبُ عاتيَ الأشجان
يا ذاهلاً في المهد يبسم ثغره
هلا أرحت سرائر الضيفان؟
آياتُ جودك في الجبين حديقة
وقطوفها للمُعجبين دوان
لا تدخر كرماً تطمئننا به
إن العواطف يا بُني حَوان
ومشاعري التاعتْ لمَا ينتابها
بين السرور وشدة الخفقان
طيفٌ يسامرُني فيُسعد عزمتي
فأودّع الآلامَ بالنسيان
ويمرُ طيفٌ في ثناياه الجوى
فأفتش الأشواق عن سُلوان
فإذا بأهل الطب قد حيرتهم
حيناً ، وما لي بالعلاج يدان
علمٌ يهيمُ العقلُ في أسراره
ويشيب في مِحرابه الثقلان
وهناك في (مشفي الخليج) رأيتني
ضاقت بما ألقى سما (عجمان)
وسهرتُ ليلي ، والدعاءُ بضاعتي
بلسان محتسب الدعا حيران
وصلاة ليل المرء تمحو همه
والدمع في جوف الصلاة غزاني
وقد استجاب الله ما أمّلته
والعينُ كحّلها سنا (حسان)
ودعوتُ ربي أن يكون لديننا
سيفاً يُقاوم هجمة العُدوان
ويكون أشجع فارس يغشى الوغى
في جُملة الرئبالة الفرسان
ويكون أو مُقبل متسلح
بحلاوة الإخلاص في الميدان
ويكون في شعر اليعارب جهبذاً
يرمي العِدا بثواقب الشهبان
يُثري القريض ، يذرّ حلو عبيره
ويتيه بالإيحاء والأوزان
ويُعيد للشعر الأصيل مكانه
إذ لم يعُدْ للشعر أي مكان
ويُذيع آياتِ الجمال شجية
وكأنها قطفتْ مِن البستان
ويُعرّف المستشعرين حدودهم
ويفور مثلَ المِرجل المَلآن
ويصول يُخرس مَن تشاعر ماجناً
ويكون في الجولات ذا صَوَلان
ويصد هجمة مَن تنكر للهُدى
فرماه من أحقاده بهوان
ويجول بين الناس ينشر خيره
ويُجيرهم مِن جوْقة الذؤبان
ويناوئ المتطاولين بشعره
كي يعلموا ما للهُدى مِن شان
(حسان) يا ولدي أريدك شاعراً
تردي العِدا كالفارس الطعّان
إني نذرتك للقريض ، فكن له
بطلاً يلي ما كان في حُسباني
واذكر وصاة أب يريدك حربة
في صدر كل منافق خوان
فاجعل قريض العُرب سيفاً صارماً
واطعنْ مخارف فرقة القباني
وارسم بريشتك الفضائلَ حية
واسكبْ شذى الأزهار في الديوان
واحملْ يراعَك في العَجاج مجاهداً
واقمعْ بحقك كل ذي سلطان
وأعدْ حقوقاً طالما قد أهدرتْ
وأزلْ بجودك لوعة الحرمان
إن الحقيقة عنك ما خفيتْ ، فكن
متحققاً مِن صولة البُطلان
أأبا الحُسام ابسُط يداك لبيعتي
أبداً على نسج القريض الحاني
ذد عن شريعة (أحمدٍ) وتراثه
وانشد بشعرك جنة الرضوان
لا تخش مَن فجروا ولا مَن نافقوا!
أيخافُ ليث الغاب مِن ذُبان؟!
والشعرُ علمٌ ، فالتمسْ أدواته
كيلا يكون الشعرُ كالهَذيان
وانقشْ بكفك ما تعيش وما ترى
واخرجْ على الدنيا بعذب مَعان
ما أجملَ الأشعار ترسم واقعاً
وتصب ما تحياه في الأذهان!
ما أعذب الألحان ، أنت تسوقها
لمُريدها ريّانة الأغصان!
لم تدخرْ جهداً يزيد بهائها
إلا بذلت بهمة وتفان
جوزيت خيراً إن حفظتَ وصيتي
ورزقت تقوى مؤمن يقظان
وإذا هجرت ، فلا عليك ملامة
واللهُ يا (حسانُ) ذو غفران
وإن استطعت فلا تحاولْ هجرها
إذا ما لها في الأرض من أثمان
وأمانة هذي الوصية ، فارعها
ولقد خصصتُ بها فتى الفتيان
سطرتها شعراً ، وأنت وليها
وصدقتُ في سري وفى إعلاني
وأبنتُ عن قصدي وصدق مشاعري
لحبيب قلبي دُرة الصبيان
ونظمتُ عقد قصيدتي متلألئا
يُزري بكل زمرّدٍ وجُمان
أأبا الوليد رزقت تقوى ربنا
وخصصت في الأعمال بالإتقان
ووقاك ربك فتنة عصفتْ بنا
ووقيت ما في الناس من شنآن
وجُعلت في الأهلين مصدر عزهم
وأعاذك المولى من الشيطان
ورزقت يا حسان أصدق زوجةٍ
صدّيقة بين النساء حَصان
لتعيش مُرتاح الفؤاد مُنعماً
مع زوجةٍ تزن الأمور رَزان
هي بعد تقوى الله خيرُ معينةٍ
والربِّ هذي زينة النسوان
ويكون أنصاراً لدينك أهلها
إما ابتليت بخيبة الخذلان
كلٌ يمدّ يد الولاء مضحّياً
هم صفوة الأنساب والأقران
وإذا استشرت فهم أساطين الحِجا
أكرمْ بما مُنحوا من الرجحان!
وإذا التمست العون كانوا نجدة
صيدَ النفوس على مدى الأزمان
وإذا ابتليت بنكبةٍ لم يخذلوا
بل جابهوا بنزاهة الشجعان
وإذا سألتهمُ لسرك مَلجأ
غزلوا لسرك جُبة الكِتمان
وإذا طغى ريْبُ المَنون رأيتهم
هرعوا إليك بنجدة التحنان
وإذا دهتك من الأقارب جفوة
وصلوك قبل الأهل والجيران
وإذا قصدتهمُ لأرجى خدمةٍ
خدموك بالأموال والولدان
أنت ادخرتهمُ ليوم كريهةٍ
ولذاك ما احتاجوا إلى برهان
بل جاء كلٌ حاملاً علم الوفا
ومضحياً بالنفس كالقربان
وإذا علاك بمطعن متخرصٌ
ملأوا حشاه بأنتن الأنتان
ولعِرضك انتصروا وذا شرفٌ لهم
وتحملوا الإيذاء بالأطنان
وترفعوا عن خذل شهم ماجدٍ
هو للمناقب والفضائل بان
(حسانُ) لا تصحبْ وَضيعاً ساقطاً
فالأسْد تأنف صحبة الغِربان
واخترْ صديقك مؤمناً وموحّداً
مستمسكاً بشرائع القرآن
واحذر موالاة الكِفار جميعهم
واحذر مودة مشركٍ نصراني
والنفسَ حاسبْها ، ولا تتركْ لها
في الموبقات الهوج أي عَنان
واغضبْ ، ولكنْ للمليك ودينهِ
بوركت إن نفذت من غضبان
وأربأ بنفسك عن مخالطة الغثا
فمخالط الأوباش كالحيوان
وأنا أريدك في الخلائط ضيغماً
مترفعاً عن مَربدِ البعران
وأدمْ مراجعة العقيدة يا فتى
واهجرْ فديتك عابدي الأوثان
والزمْ غذاءَ الروح قرآنَ الهُدى
فهو الشفا للروح والأبدان
وادرسْ كتاباتِ الثقاتِ تعبداً
لاسيما نبراسنا (الحراني)
أعني (ابنَ تيمية) الهُمام ، فإنه
بين الأفاضل عالمٌ رباني
واقرأ لأستاذ القلوب (فتوحه)
والقصدُ (عبدُ القادر الجيلاني)
واعقلْ (أصول الفقه) تغدُ منظراً
وتعشْ بصيراً في تقىً وأمان
واحفظ حديث المصطفى وعلومه
في مرجع العلامة (الطحان)
أما المتون ففي الصحيحين ازدهتْ
والفضلُ حاز ثوابه (الشيخان)
وإذا التمست اليوم فقه حياتنا
مثل الضياء فحبذا (القطبان)
وإذا ابتغيت لمَا ذكرت إضافة
فعليك يا حسانُ بالشيباني
وإذا أردت محدّثاً متبحراً
فيما رواه فدونك الطبراني
وإذا عمدت إلى بيان عويصةٍ
فانزلْ بساح أميرنا (الصنعاني)
وانطقْ بضاد العرب إن رُمت العُلا
فالضادُ للإسلام كالبُنيان
فادرسْ معاجم قد حوت أسرارها
واسأل عن الفصحى (أبا حيان)
واستجوب (الجُمحي) عن شعرائها
واستفت (عبد القاهر الجُرجاني)
وعليك بالفقه المبيّن شرعنا
وادرسْ تراث الجهبذ (النعمان)
ثم (ابن إدريس) ، ومُرّ بمالك
فهمُ الشموس لهذه الأكوان
ثم (ابن حنبلَ) يا بُني فقيهنا
واذكره كل إقامةٍ وأذان
فعليهمُ من ربنا رحماته
ما شقشقتْ طيرٌ على أفنان
ومن اقتفى آثارهم مسترشداً
فعليه رحمة ربنا الرحمن
أأبا الحسام اعملْ لجنة ربنا
أنعمْ بسُكنى مؤمن بجنان!
عُقبى الذين بربهم قد آمنوا
لم تحو غيرَ أكارم السكان
بُشرى لمن فازوا بصحبة مَن نجا
والفضلُ كل الفضل للمنان
وتذكر الموتَ الذي يغشى الورى
ويجوسُ عالمهم بلا استئذان
وكأنني بالمرء يلبس حُلة
فإذا به قد لف في الأكفان
وكأنني بالمرء بعد قصوره
أمسى بقبر مظلم الأركان
قد كان يأكل ما حلا مِن زاده
واليومَ أصبح طعمة الديدان
قد كان يهرب مِن لطيف مصابهِ
واليومَ هل للحال مِن روغان؟
قد كان يشرب مِن لذيذ شرابهِ
بجميع ما في الأرض مِن ألوان
واليوم لو ماء الدنا في جوفه
واللهِ لن تلقاه بالريان
فاعمل أيا (حسان) لليوم الذي
تجثو أمام الوزن والوزان
وتقول: هل من نجدةٍ في مأزقي
إذ كيف تثقل كفة الميزان؟!
ولسوف تنكر يومها ما بيننا
ولسوف تصرخ في الورى ما شاني
والعذر ملتمس ، فتلك قيامة
والحكمُ يومَ الفصل للديان
أأبا الوليد احذر شقاشِق مَن غوى
مِن عصبة الأحبار والرهبان
واحذر رعاك الله كل محرفٍ
دينَ المليك كرافع الصُلبان
واحذر دجاجلة تطوّع ديننا
بالعمد باسم اليُسر للطغيان
مَن يحرقون بخور مَن سفكوا الدما
إذ عاملوا الآنام كالقطعان
مَن يقرعون طبول من قد أجرموا
وتقمصوا شخصية الكُهان
والزمْ رياض العلم تقطفْ شهدها
وانشط ، فليس العلم للكسلان
واعرفْ لكل قضيةٍ برهانها
ودليلها قبل اتباع فلان
وذر الألى في آي ربك تاجروا
واحذر من التبرير والبهتان
شتان بين موحدٍ فقه الهُدى
ومجادل بالزيف والبُطلان!
(حسان) لا تغرُرْك ألوية الردى
بطلائها المتناغم الفتان
الحق أنت ، فكن لحقك حامياً
واربأ به عن وهدة الكفران
والشرع أغلى في حياتك ، فارعه
لتكون صدقاً أفضل الشبان
فإذا قضيت قضيت معتز الصدى
وإذا بقيت بقيت غيرَ مهان
واحفظ لأهل الفضل ما بذلوا ، وكنْ
مترفعاً عن حَمأة النكران
مَن ينكر المعروف يمقتْه الورى
ويعشْ كتيس قِيدَ بالأرسان
واقدر لأهل العلم غاليَ قدْرهم
إذ علمُهم في الناس ليس بفان
وأجرْ شريداً جاء ينشد نجدة
وكفى تغرّبه عن البُلدان
واشمخْ بأنفك أن يُهينك أرذلٌ
فإهانة الأوباش كالطوفان
تجري السنونُ وتلك تلتهم الحشا
فادرأ إهانته بلا استهجان
وأعدْ عليه الدرسَ إنْ هو لم يُفقْ
إن الهوان يَحيقُ بالسكران
إن غر أوباشَ الورى منك الحيا
فامكرْ بهم ، واحذرْ مِن النكصان
لتكنْ ردودُك كالرمال تسومُهم
غرقاً يفوقُ ضخامة الفيَضان
واجعلْ حروف اللفظ ناراً تجتني
كيدَ العدا كتوهُج البركان
لا تعط في الدين الدنيّة ، وانطلقْ
حراً يزيلُ مذلة العُبدان
واثبتْ ، ولا تكُ خائفاً متردداً
إن التردد مَحضِنُ النقصان
وإذا بليت فكن صبوراً في البلا
وعلى المهيمن جدّ في التكلان
وامنحْ مُليماً أمنه وأمانه
فالخيرُ عند الله للمِعوان
وانصحْ ولا تكُ في النصيحة وانياً
لا خير في متصامتٍ مُتوان
وابذلْ عطاءك للمَعوذِ تفضلاً
في رقةٍ وتعاطفٍ وحنان
واحلمْ ، ولا تجهلْ على متهور
كيلا تكون ضحية الشنآن
لا تحقدنّ على الخلائق لحظة
فالحقدُ يُشعل صولة الأضغان
واجعل حياتك بالرشاد مَنوطة
وعلى الفضائل عَضّ بالأسنان
واحذرْ مواقفَ قد تشينك في الورى
وتصيب منك الروحَ بالغثيان
واحذرْ معاشرة الأراذل ، إنهم
مثل الخنافس في ثرى الوديان
إني أراهم كالطحالب تغتذي
أبداً على الأقذار والأعفان
أأبا الحسام ارفقْ بشعري ، وارعه
فبه صدعتُ بحجتي وبياني
وأبنتُ عن قصدي بدون تحفظٍ
وخطوتُ فوق الشوك والسعدان
كم بُحتُ في شعري بعذب خواطري
مما تخبّأ في مَعين جنان!
ونقشتُ بالشعر الأريب عقيدتي
في غير ما لفٍ ولا دوران
وسطرتُ في الديوان عمراً عشتهُ
حتى حوى ما عشته ديواني
وصبغتُ بالعزم الأثيل قصائدي
وقتلت ما في النفس من خوَران
وجعلتُ شعري في الحياة رسالتي
وسموْتُ في شعري عن الهيَمان
وجعلتُ شعري واحة مزدانة
بجميع ما في الشعر مِن تبيان
وبذلتُ فيهِ مبادئي وتجاربي
وبُعيض ما عاينته بزماني
أودعته أسرار ما قد عشتهُ
حتى يكون سراجَ كل أوان
ورصدتُ مالي للقصائد مَعبَراً
حتى غدت كسبائكِ العِقيان
وسهرتُ ليلي رغم زمْجرة الكَرى
حتى نحلتُ ، ولامني جثماني
مازلتُ أنسجُ للقريض عِباءة
حتى يعيشَ مُفاخراً بصِيان
قالوا: شقيت به وسربلك الجوى
حتى ذبلت وبُؤت باليرقان
قلتُ: اخسأوا ، فأنا لشعري خادمٌ
وقصائدي الشماءُ خيرُ مَغان
إن جعتُ كان الشعر زاداً مُشبعاً
أكرمْ بحادي الشعر مِن شبعان!
وإذا ظمئتُ فماءُ شعري سائغ
يروي غليل الحائر الظمآن
وإذا عدمتُ الدار فالمأوى لدى
أبياتِ شعري شاهق البنيان
وإذا افتقرتُ فإن أشعاري الغنى
والشعرُ عن سؤل الورى أغناني
وإذا التمستُ الثوب فالشعر الكِسا
كم مرةٍ شعري الحبيبُ كساني!
فوجدتني بالشعر أفخر دائماً
هو كالدماء تسير في شرياني
(حسان) يا ولدي لديك قصائدي
دُررٌ مِن الياقوت والمَرجان
هذا القريضُ أمانة ووديعة
ويصونها مَن كان ذا إيمان
لم أأتمنْ أحداً عليه سوى الذي
هو في اعتقادي أفضلُ الولدان
أأبا الوليد رُزقت بر أب ثوى
فاحفظه بعد الموت بالعِرفان
وانشرْ على الدنيا قريضاً صاغه
بمَرارة الإحساس والأجفان
ما كان ينسجُه لتهجر ذكره
إن القريض يموتُ بالهجران
هذا الكلامُ إذا فقهت وصية
تأوي إلى التنفيذ بالإحسان
أنا لم أقصّرْ في قصيدتك التي
أبياتها يا صاحبي مئتان
والحمد لله الذي من فضله
وبرغم ما كسبتْ يدي أعطاني
واللهِ لولا جوده وعطاؤه
ما صغتُ مِن بيتٍ بأي وِزان
1954
قصيدة