تأمّل ما يَعُجّ به الطريقُ

ففيه من البَلا ما لا تُطيقَ

وراجعْ سيرة الأبطال وانظرْ

لتأتيَ يا لبيبُ بما يليق

فدربُ الحق فيه من البلايا

ومِن ألم الفواجع ما يُفيق

وكيف يعود حقٌ دون بذل؟

وهل بالنوم تُرْتجَع الحقوق؟

سبيلُ الله طابعُها ابتلاءٌ

وسالكها ببلواها حقيق

فمُمتحنٌ بأموال وأهل

إليهم رغم شدّته يتوق

ومُمتحنٌ بأولادٍ وزوج

وشوقُ فؤاده لهمُ عميق

ومُمتحنٌ بأوطان ، ودار

لها في قلب صاحبها بريق

وممتحنٌ بنفس أو برُوح

لأجلهما انزوى عنه الطريق

وممتحنٌ بأصحاب ورَبْع

ويُهزم إن نأى عنه الصديق

وليس الدرب مفروشاً بوردٍ

يُداعبُه الغروبُ أو الشروق

وليس الدربُ يَرضى بالكسالى

ومَن قلبي بهم ذرعاً يضيق

ففي الدرب الدغاولُ والدواهي

وفيه السيف بل والمنجنيق

وفيه جماجمُ الشهداء كلمى

وبالدم فيه زغردتِ العُروق