عدد الابيات : 24
يا جارة الوادي ، حَزنتُ وزارني
ما يُشبه الأطيافَ مِن رُؤياكِ
وطوتْ فؤادي اليومَ غائلة الجَوى
والنفسُ عانت في البلا شجواك
والقلبُ غصّ بما يُلاقي من أذى
ما انفك تسقيه اللظى ذكراك
والعينُ دامعة يُسربلها البُكا
يا عينُ أبكاني الذي أبكاك
والخاطرُ المُلتاعُ ينعَى غادة
هل خاطري لولا الهوى ينعاك؟
والروحُ قد رضيتْ بما حكم القضا
فالأمرُ لله الذي سواك
وادي (الغضيب) غداً سيطويه الفنا
لكنْ سيبقى في الديار هواك
وأنا من (اليمن السعيد) أقولها
طيبتِ يا فضلى ، وطاب ثراك
لما رأيتكِ في سواد عباءةٍ
العينُ كحلها سنا مرآك
بين النخيل وقفتُ أرقبُ خائفاً
أن تفهمي أني أبيحُ حَلاك
لا والذي رفع السما ، يا غادتي
أنا لستُ بالغاوي ، ولا الأفاك
إني انتويتُ زواجَنا وفق الهُدى
ولذا اختبأتُ مُروّعاً لأراك
فوقعتِ في قلبي وكل جوارحي
وغدا فؤادي راضياً مأواك
فبعتُ أمي كي أريح سريرتي
وأتتْ دياركمُ لكي تلقاك
وأتتْ بأطيب ما يكون رسالة
وأنا وأمي يا (ربابُ) فداك
هي قد أحبتكِ المحبة كلها
وأنا كذلك صرتُ في مرماك
وقد استقر الرأي أنْ سنزورُكم
نختارُ زوجاً للذي يهواك
وأعدّ أسيادُ القبيلة عُدة
وزيارة تحظى بنيل رضاك
وتوسّموا خيراً يؤولُ إلى ابنهم
إذ إنه زوجاً له يرضاك
فإذا بناع يحملُ الخبرَ الذي
ذقنا الدغاولَ منه حيث نعاك
والكل عادوا القهقرى بتوجع
وأنا رجعتُ تؤزني ذكراك
فعليكِ من رب الورى رَحَماته
ما دارَ نجمُ الليل في الأفلاك
رباه فاغفرْ للرباب ذنوبَها
ما أنبتتْ أرضٌ بعُود أراك
1954
قصيدة