عدد الابيات : 21
مُوسرٌ يُعْظِمُ جداً درهمهْ
وله الإمساكُ قد أضحى سمة
غرّه المالُ ، فأدلى دَلوه
صَفقاتٍ رابحاتٍ مُبرَمة
يأكلُ الحق على أصحابه
ويَخالُ الظلم هذا مُكرُمة
ويُواري سَوْأة الشحّ ، ولا
يُنفقُ المال سوى عن حَصرمة
أيها الأستاذ لا تندمْ على
أي مجهودٍ بهذي الملحمة
أتقن الشرحَ بعزم واثقاً
أن عند الله يوماً محكمة
وابذل الجهدَ ، وأتحفني به
لا تُثبطك الدعاوى المُبهمة
دع لرب المال دنيا استعبدتْ
قلبه ، حتى غدا مثلَ الأمَة
دعه في أهوائه مسترسلاً
طوع نفس للهوى مستسلمة
ليس يُجدي النصحُ إن ناصحته
إنه يهوى الردودَ المفحمة
واحمدِ المولى أيا أستاذنا
أنني أرقبُ هذي المظلمة
وأعيدُ الحق مِن جيبي أنا
عندما الوالدُ أكدى درهمه
يا أبي والشحّ داءٌ مُوبقٌ
يجعلُ النفسَ تجافي المَرحمة
في ظروفٍ طحنتْ أصحابَها
وتصاريفٍ – دَهتهم مؤلمة
لا تكرّرْ مثل هذا يا أبي
إنني أمقتُ هذي المشأمة
إن هذا الأمر كم يُزري بنا
وهْو للتخوين أشقى سُلمة
أدّ حق الناس دوماً يا أبي
ثم زدْ أجرَ الفئاتِ المُعدِمة
وأرى الأستاذ أولى بالعطا
لاحترام العلم هذي ترجمة
وجموعُ الناس طالت عِرضه
وهْي عن بذل التحايا مُحْجمة
أيها الأستاذ ، جاهدْ واحتسبْ
إذ على سَحْقك قامت شِرذمة
وعلى المَولى جزاءُ المُعتدي
عاقبَ اللهُ النفوس المجرمة
1954
قصيدة