عدد الابيات : 26
يا صاح أغراك السكونْ
وطواكَ مزلقكَ الدفينْ
والعشقُ شجّكَ ، والجوى
وأذلك الوهمُ الخؤون
وأدرت دولاب الهوى
فرأيتَ أخلاط الدجون
ورأيت دَيْجور الأسى
يستأصل القلب الشجين
تعس العشيقُ ، وعشقه
كم كلف الروحَ الأنين
يا صاح ، مثلك في الورى
آلافُ آلافٍ تخون
كم قد نصحتك ، لم تطع
فشربتَ من سُم المَنون
هي لا تحبك ، فانسها
لا تستحق اسم الخدين
فيم التعلقُ بالردى؟
يا صاح ، دمّرك الحنين
رضعت حبيبتك الخنا
وتشع عيناها الفتون
وتسير في دنيا الفنا
تصطاد جيلك بالجفون
تختال في دنيا الهوى
وتسلط الرمش اللعين
وتعلمتْ فن الغوا
ية والتكسّر ، من سنين
هي لا تساوي منك أد
نى نظرةٍ ، تؤذي العيون
هل بعد أن باعتْ حيا
ء عفافها للنابحين
وتمرغتْ في الوحل دهـ
ـراً ، واعتلاها كل هُون
وتنازلتْ عن كل عـ
ـز في الدنا للعاشقين
وغدتْ هنالك سلعة
رمقاء للمتسكعين
هل بعد أن ركبتْ هوا
ها تشتريها يا غبين؟
تعس الغرام ، فكم له
من ضائع ، لا يستكين
حتى متى تغترُّ في
دنيا العشيقة والرنين؟
إنا نريدك للهُدى
بطلاً يُزيل أسى الشجون
فاندمْ على ما فات في
زمن الهوى ، ودع الظنون
لا تفتكر في العشق دعـ
ـه وأهله ، ودع الجنون
بالعقل خصّك ربنا
فلم الترهّل ، والركون؟
1954
قصيدة