الديوان » مصر » طلعت المغربي » من وحي الهجرة النبوية

عدد الابيات : 143

طباعة

يَا صَاحِبَ الذِّكرَى إِليْكَ تَحِيَتِي

وعَليْكَ يَا خَيْرَ الوُجُودِ ثَنَائِي

يَزْهو القَصِيدُ بِذِكْرِكُمْ يَا سَيِّدِي

فمَقَامُكمْ يَعْلو عَلى الإِطْرَاءِ

أُهْدِى إليْكَ قَصِيدَتي فَلعَلَّنِي

يَوْمَ الِّلقَا أَنْجُو بِذَا الإِهْدَاءِ

مِنْ وَحي سِيرَتِكُمْ أَتَتْ أبيَاتُهَا

والعُذْرُ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ إِيْفَائِي

أَرْجُو شَفَاعَتَكُمْ إذَا اجْتمَعْ الوَرَى

أرْجُو رِضَاكُمْ يَا أبَا الزَّهْرَاءِ

نَفْسِي انْجَلَتْ عَنْهَا الهُمُومُ بِمَدْحِكُمْ

وتَبَدَّلَتْ أَكْدَارُهَا بِصَفاءِ

نُورُ النَّبيِّ مُحَمَّدٍ كَشَفْ الدُّجَى

كَالبَدْرِ عِنْدَ الَّليلَةِ الظَّلْمَاءِ

نُورٌ عَلى نُورٍ مَدِيحُ مُحَمَّدٍ

حَقَّاً بِرَغم الأَعْينِ العَمْيَاءِ

فهْوَ السِّرَاجُ وذَاكَ وصْفُ إِلَهِنَا

وضِيَا حَبِيبِي فَاقَ كُلَّ ضِيَاءِ

للعَالمَينَ أتيْتَ أَحْمَدُ رَحمَة ً

وأَرَاكَ لِلْكُفَّارِ سَيْفَ فَنَاءِ

في السِّلْمِ خَيْرُ مُسَالِمٍ يَا سَيِّدِي

والفَارِسُ المغْوَارُ في الهَيْجَاءِ

والصَّحْبُ إِنْ حَمِيَ الوَطِيسُ بِبَأْسِكُمْ

هُمْ يَتَّقُونَ وَعِنْدَ كُلِّ بَلاءِ

هَيْهَاتَ أَنْ أَظْمَأ وذِكْرُكَ سَيِّدِي

للقلْبِ فيهِ مَدَى الحيَاةِ رَوَائِي

يَا وَيْحَ أَرْبَابَ الجَّهالَةِ أَقْبَلُوا

وقُلُوبُهُمْ كَالصَّخـرَةِ الصَّمَّاءِ

جَاءُوا لِعَمِّ المُصْطَفَى وحَبِيْبِهِ

وتَكَلَّمُوا في غِلْظَةٍ وجَفَاءِ

قَالُوا لَهُ ابنُ أَخيْكَ فَرَّقَ بَيْنَنَا

بَلْ عَابَ دِيْنَ القَوْمِ والآَبَاءِ

ومَضَى يقولُ بأَنَّهُ يُوْحَى لَهُ

مَعَ أَنَّهُ كَبَقِيَّةِ الشُّعَرَاءِ

إِنْ كَانَ مَا يَأْتِيهِ مَسَّاً... جَاءَهُ

مِنَّا أَطِبَّاءٌ بِخَيْرِ دَوَاءِ

أوْ كَانَ يَبْغِي المَالَ جِئْنَاكُمْ بِهِ

حَتَّى يَضِيقَ بِذَلِكَ الإِثْرَاءِ

أوْ كَانَ يَبْغِى المُلْكَ كَانَ مَليْكَنَا

وهوَ الرَّئِيسُ وسَيِّدُ الوُجَهَاءِ

فَارْجِعْ إلى ابنِ أخيْكَ واعْرِفْ رَأيَه

جِئْنَا لكي لا نَبْتَدي بِعَدَاءِ

وهُنَا يقولُ المُصْطَفَى بِثَبَاتِهِ

وَوَقَارِهِ ... يَا أَرْحَمَ الآَبَاءِ

واللهِ يَا عَمَّاهُ لَوْ وَضَعُوا هُنَا

شَمْسَاً أوْ البَدْرَ المُنِيرَ إِزَائِي

مَا كُنْتُ أَتْرُكُ مَا أُمِرْتُ بِفعْلِهِ

حَتَّى أُتَمِّمَهُ ولَوْ بِفَنَائِي

وهُنَا يقولُ الكُفْرُ جِئْنَا فَاسْتَمِعْ

سَنَحُلُّ هَذَا الأَمْرَ دُونَ عَنَاءِ

خُذْ مَنْ تَشَا مِنَّا مَكَانَ مُحمَّدٍ

لا تَحْمِهِ واتْرُكْهُ دُونَ وِقَاءِ

قَدْ سَاوَمُوهُ لِكي يُسَلِّمَ حِبَّهُ

عَرَضُوا لهَذا الأَمْرَ دُونَ حَيَاءِ

ويقولُ عَمُّ المُصْطَفَى وحَبيْبُهُ

يَا بِئْسَ مَا عَرَضُوا لَهُ بِغَبَاءِ

بِئْسَتْ فِعَالِكمُو وبِئْسَ مَقَالُكُمْ

لا تَذْكُرُوهُ فَإِنَّ فيهِ شَقَائِي

أنَا أُطْعِمُ ابنَكُمُو وأغْذُوهُ لَكُمْ

ثُمَّ المُقَابِلُ تَقْتُلونَ رَجَائِي ؟!

واللهِ لَنْ يَصِلُوا إليْكَ بِجَمْعِهِمْ

حَتَّى أُفَارِقَ عَالَمَ الأَحْيَاءِ

ويَمُوتُ عَمُّ المُصْطَفَى ونَصِيرُهُ

يَا مَوْتُ هَلاَّ جِئْتَ في إِبْطَاءِ

والزَّوْجُ فَارَقَتِ الحَيَاةَ لرَبِّهَا

فبقيْتَ تَبْكِيْهَا أَحَرَّ بُكَاءِ

وظَلَلْتَ تَذْكُرهَا بِخَيْرٍ دَائِمَاً

وحَبَوْتَهَا في العُمْرِ خَيْرَ وفَاءِ

وقَضَيْتَ عَامَ الحُزْنِ بَعْدَ وفَاتِهِمْ

وإذَا الحَيَاة ُغَدَتْ بِغَيْرِ ضِيَاءِ

وإذا بأهل ِالكفر زادُوا كيدَهمْ

وتفننوا في المَكر والإيذاءِ

قالوا إذا لَمْ تَرْجِعُوا عَنْ دِينِكُمْ

سَنُحِيلُ دُنيَاكُمْ إلى أَرْزَاءِ

سَنصُبُّ ألوَانَ العَذابِ عَليكمُو

لنْ تظفرُوا مِنَّا بِأَيِّ نَجَاءِ

هَذا (بِلالُ) قَدْ ابتُليْ بـ(أمَيَّةٍ)

قَدْ عَاشَ مِنْهُ العُمْرَ في بَلْوَاءِ

يَأْتي بِصَخْرٍ فَوْقَ صَدْرٍ طَاهِرٍ

ويَجُرَّهُ جَرَّاً على الرَّمْضَاءِ

وإذَا العَذَابُ اشْتَدَّ زَادَ صَلابَةً

(أَحَدٌ) يقولُ (بِلالُ) للأَعْدَاءِ

(أَحَدٌ.. أَحَدْ) هذا نَشِيدٌ خَالِدٌ

قَدْ هَزَّ أَرْضِي بَلْ وَهَزَّ سَمَائِي

وأرَى (صُهَيْبَ) الآَنَ يَبْغِي هِجْرَةً

لَكِنَّهُمْ وَقَفوا لَهُ بِجَفَاءِ

قَدْ كُنْتَ صُعْلوكَاً فَقِيْرَاً مُعْدَمَاً

لا ... لَنْ تَمُرَّ بِهَذِهِ الأَشْيَاءِ

وهُنَا يَقولُ (صُهَيبُ) قوْلَة َوَاثِقٍ

أنَا أفْتَدِى دِينِي ولَوْ بِدِمَائِي

أنَا لَنْ أعودَ مَدَى الحَيَاةِ إليكُمُو

لَوْ أنَّكُمْ مَزقتُمُو أشْلائي

أبْشِرْ (أبَا يَحْيَى) بِبَيْعٍ رَابِحٍ

أبْشِرْ فَعِنْدَ اللهِ خَيْرُ عَطَاءِ

وكذاكَ (عَمَّارُ بنُ ياسِرَ) مِثلهُمْ

وكَذا (سُمَيَّةُ) أوَّلُ الشُّهَدِاءِ

وأبُوهُ (يَاسِرُ) تِلْكَ عَائِلَة ٌ غَدَتْ

فَوْقَ الكَلامِ وفَوْقَ كُلِّ ثَنَاءِ

صَبْرَاً تقولُ لآَلِ ياسِرَ تُؤْجَرُوا

غَدَاً الِّلقَاءُ بِجَنَّةٍ فَيْحَاءِ

ويقولُ (عَمَّارُ بنُ ياسِرَ) سَيِّدِي

إِنِّي أعِيشُ الآَنَ في الظَّلْمَاءِ

طَاوَعْتُهُمْ يَا سَيِّدِي في قَوْلِهِمْ

لأَصُدَّ عَنِّي مِحْنَتِي وبَلائِي

لَكِنَّ قَلْبيَ مُؤْمنٌ ومُوَحِّدٌ

مَا فِيهِ غَيْرُ عَقِيدَتي وَوَلائِي

وتقولُ يَا (عََمَّارُ) عُدْ إنْ عَاوَدُوا

يوْمَاً ولا تَعْبَأْ بِذِي الأَشْيَاءِ

مَا دَامَ قَلْبُكَ مُطمَئِنَّاً لاَ تَخَفْ

واذْكُرْ إلهَكَ عِشْ بِخَيْرِ رَجَاءِ

ويَجيىءُ (خَبَّابُ الأَرَتُّ) مُخَاطِبَاً

خَيْرَ البَرِيَّةِ سَيِّدَ الشُّفَعَاءِ

ويَرَاكَ يَا مُخْتَارُ تُسْنِدُ ظَهْرَكُمْ

لِجِدَارِ هَذِى الكَعْبَةِ الشَّمَّاءِ

ويقولُ (خَبَابُ الأَرَتُّ) مَقولَةً

ألفَاظُهَا جَاءَتْ عَلى اسْتِحْيَاءِ

إِنَّ العَذَابَ اشْتَدَّ زَادَ ضَرَاوَةً

لَبِسَتْ لنَا الأَيَّامُ ثَوْبَ شَقَاءِ

هَلاَّ دَعَوْتَ اللهَ رَبَّكَ سَيِّدِي

هَلاَّ دَعَوْتَ لنَا عَلى الأَعْدَاءِ

وتقولُ الاسْتِعْجَالُ ذلِكَ شَأْنُكُمْ

بِلْ إِنَّ ذَلِكَ شِيْمَة ُ الأَحيَاءِ

قَدْ كَانَ فيمَا قَبْلَكُمْ أُمَمٌ مَضَتْ

صَبَرُوا عَلى البَلوَى بِلا اسْتِثْنَاءِ

مُشِطُوا بأَمْشَاطِ الحدِيدِ فَمَدَّهُمْ

هَذا العَذَابُ بِقُوَّةٍ ومَضَاءِ

النَّصْرُ آَتٍ لا مَحَالَة َفَاصْبِرُوا

واسْتَمْسِكُوا بالشِّرْعَةِ الغَرَّاءِ

النَّصْرُ مِنْ رَبِّ البَرِيَّةِ قَادِمٌ

فَلْتَنْضَوُوا يَا قَوْمُ تَحْتَ لِوَائِي

الدِّينُ يَوْمَاً مَا سَيسْري ضَوْؤُهُ

وبقَدْرِ مَا تَمْتَدُّ عَيْنُ الرَّائِي

ويَسيرُ سَائِرُكُمْ بِأَمْنٍ دَائِمٍ

مِنْ (حَضْرَمَوْتَ) إِلَى رُبَى (صَنْعَاءِ)

ويَسيرُ سَائِرُكُمْ بِأَمْنٍ دَائِمٍ

لَمْ يَخْشَ إلاَّ اللهَ ... ذَا الآَلاءِ

مَا كُنْتَ تِقْدِرُ أَنْ تُدَافِعَ سَيِّدِي

يوْمَاً عَن الضُّعَفَاءِ والبُؤَسَاءِ

هَا أنْتَ تَسْجُدُ مَرَّة ًفَيَجِيْئُكُمْ

بِـ(سَلا جَزُوْرٍ) أَخْبَثُ الخُبَثَاءِ

وذَهَبْتَ تَبْغِي مِنْ ثَقِيْفٍ نُصْرَةً

فَلَعَلَّ فِيْهَا سَامِعَاً لِنِدَاءِ

لَكِنَّهُمْ كَانوا الأَرَاذِلَ سَيِّدِي

لاقُوكُمُو بِجَهَالَةٍ جَهْلاءِ

أَغْرَوا بِكُمْ صِبيَانَهُمْ وعبيدَهُمْ

تَرَكُوكُمُو فيهَا مَعَ السُّفَهَاءِ

يرْمُونَكُمْ بِحِجَارَةٍ يَا سَيِّدِي

فَتَسيل مِنْ عَقِبٍ أعَزُّ دِمَاءِ

ورَفَعْتَ كَفَّكَ للسَّماوَاتِ العُلا

فِإذَا جميعُ الكَوْنِ في إِصْغَاءِ

إنْ لَمْ يكنْ بِكَ رَبَّنا غَضَبٌ عَليَّ

فَذَاكَ غَايَة ُمُنْيَتِي ورِضَائِي

إنِّي اسْتَعَذْتُ بِنُورِ وَجْهِكَ رَبَّنَا

فِبِهِ إِلَهِي أَشْرَقَتْ ظَلْمَائِي

وبِهِ صَلاحُ الدِّينِ والدُّنيا مَعَاً

وأَخُصُّهُ بالحَمْدِ والإِطْرَاءِ

عُتْبَى الأُمُورِ إليْكَ حَتَّى تَرْتَضِي

يَا رَبَّنَا يَا واسِعَ النَّعْمَاءِ

ويَجِيْىءُ أَمْرٌ أَنْ تُهَاجِرَ سَيِّدِي

مِنْ عِنْدِ رَبِّكَ أَرْحَمِ الرُّحَمَاءِ

وتَجَمَّعَ القَوْمُ الِّلئَامُ بِبَابِكُمْ

بِاللاّتِ قَدْ حَلَفُوا وبِالآَبَاءِ

لا يَنْجُوَنَّ (مُحَمَّدٌ) مِنْ بَيْنِنِا

أَوْ أَنَّنَا نُمْحَى مِنَ الغَبْرَاءِ

شَاهَتْ وُجوهُ القَوْمِ يَا خَيْرَ الوَرَى

ومَضَيْتَ أنْتَ بِعِزَّةٍ ومَضَاءِ

ومَعَ الذي قَدْ نَالَكُمْ مِنْ كَيْدِهِمْ

هَا أَنْتَ (أَحْمَدُ) سَيِّدُ الأُمَنَاءِ

لِلْقَوْمِ عِنْدِي يَا عليُّ ودَائِعٌ

أنَا لا أخُونُهُمو وهُمْ أعْدَائِي

نَمْ يَا علىُّ لكَيْ تَرُدَّ ودَائِعَاً

أَعْظِمْ بِكُمْ مِنْ قِمَّةٍ شَّمَّاءِ

أعْظِمْ بهذا الخُلْقِ أيْنَ مِثَالُهُ

أعْظِمْ بِهَا مِنْ مِنَّةٍ وَوَفَاءِ

هُمْ يَمْكُرُونَ ... يُدَبِّرُونَ لِقَتْلِكُمْ

وتُفَكِّرُونَ بِرَدِّ ذِي الأَشْيَاءِ

ويَنَامُ مُشْْتَمِلاً عَلىُّ بِبُرْدِكُمْ

أَنْعِمْ بِهَذِي البُرْدَةِ الخَضْراءِ

يَفْدِِيكُمُو بِالرُّوحِ لَمْ يَعْبَأْ بِهَا

يَفْدِيكُمُو حَقَّاً بِخَيْرِ فِدَاءِ

المَوْتُ خَلْفَ البَابِ يَنْظُرُ نَحْوَهُ

لَكِنَّهُ يَعْلو عَنِ النُّظَرَاءِ

بِشَجَاعَةٍ فَوْقَ الشَّجَاعَةِ نَفْسِهَا

وبِهِمَّةٍ تَعْلو ذُرَى العَليَاءِ

مَا هَابَ سَيْفَاً مُشْهَرَاً في وَجْهِهِ

مَا كَانَ يَوْمَاً مَا .. مِنَ الجُّبَنَاءِ

يَا دَهْرُ سَجِّلْ لا تَكُنْ مُتَوَانِيَاً

هَذا النَّمُوذُجُ عَزَّ في دُنْيَائِي

وخَرَجْتَ تَبْغِي مَنْ يكونُ مُؤَازِرَاً

ومَضَيْتَ في حَذَرٍ مِنَ الرُّقَبَاءِ

وذَهَبْتَ لِلصِّديقِ تَطْلُبُ رفْقَةً

أَنْعِمْ بِكُمْ يَا أَكْرَمَ الرُّفَقَاءِ

واللهُ في القُرْآنِ يَذْكُرُ فَضْلَهُ

يُتْلى عَلينَا وهوَ خَيْرُ ثَنَاءِ

قَدْ كَانَ حِبَّاً للحَبيبِ وصَاحِبَاً

ورفيْقَهُ في الهِِجْرَةِ الغَرَّاءِ

كانَ الصَّديقَ لخيْرِ مَنْ وطِئَ الثَّرَى

وأَنِيْسَهُ في الجَنَّةِ الفَيْحَاءِ

واللهُ لَمْ يَذْكُرْ سِواهُ بِصُحْبَةٍ

هَذِي ورَبِّي أَعْظَمُ النَّعْمَاءِ

بُشْرايَ يَا بُشْرايَ أَصْحَبُ أَحْمَدَاً

رَبُّ السَّمَاءِ قَدْ استَجَابَ دُعَائِي

تَفْدِيْكَ نَفْسِي والأَحِبَّةُ كُلُّهُمْ

يَفْديْكَ مَالِي.. ذَا أَقَلٌّ فِدَاءِ

وتَسِيرُ قُدَّامَ النَّبيِّ مُؤَمِّنَاً

وجْهَ الحَبيبِ ومَرَّةً بِوَرَاءِ

ونَزَلْتُمَا في (غَارِ ثَوْرٍ) سَيِّدي

يَخْشَى (أَبو بَكْرٍ) مِنَ الأَعْدَاءِ

لَوْ يَنْظُرُونَ الآَنَ تَحْتَهُمو رَأَوا

أَنَّا هُنَا يَا سَيِّدَ الشُّفَعَاءِ

: أَبْشِرْ ولاَ تَحْزَنْ بِخَيْرٍ صَاحِبِي

مَعَنَا الإِلَهُ البَرُّ ذُو الآَلاَءِ

اللهُ يَسْتُرُنَا فَكَيْفَ يَرَوْنَنَا؟!!

فَغِطَاءُ رَبِّكَ كَانَ خَيْرَ غِطَاءِ

وصَحِبْتُمَا (ابنَ أُرَيْقِطٍ) لِيَدُلَّكُمْ

فهوَ الخَبِيْرُ بِهَذهِ البَيْدَاءِ

وخرَجْتَ تَبْغِي في الأَبَاعِدِ نُصْرَةً

إِنَّ الأَقَارِبَ أَتْعَسُ التُّعَسَاءِ

ونَظَرْتَ خَلْفَكَ والدَّمُوعُ غَزِيْرَةٌ

يَا أرْضَ مَكَّةَ أَطْهَرَ الأَرْجَاءِ

يَا بُقْعَة ً عِنْدَ الإِلَهِ عَزِيزَةً

وكذَاكَ عِنْدِي بَلْ وأنْتِ شِفَائِي

واللهِ حُبُّكِ أنتِ يَجْري في دَمِي

لَكِنَّ أَهْلَكِ قَرَّرُوا إِقْصَائِي

يَا مَهْبِطَاً للوَحي إِنِّي أَرْتَجِي

مِنْ عِنْدِ رَبِّى مِنَّة ً بِلِقَاءِ

إنَّ الذي فَرَضَ الكِتَابَ عليكُمُو

سَيرُدَّكمْ يَوْمَاً مِنَ السُّعَدَاءِ

يَوْمَاً سَتَفْتَحُ ذلِكَ البَلَدَ الذَي

غادَرْتَهُ في حَلْكَةِ الظَّلْمَاءِ

هَاجَرْتَ (أَحمَدُ) بَعْدَ مَا اشْتَدَّ الأَذَى

هَاجَرْتَ تَخْفِيْفَاً عَنِ الضُّعَفَاءِ

وأرَى (سُرَاقَةَ) رَاحَ يَتْبَعُ خَطْوَكُمْ

ضَلَّتْ خُطَاهُ وتَاهَ في البَيْدَاءِ

وجَوَادُهُ رَفَضَ الرُّضُوخَ لأَمْرِهِ

سَاخَتْ قَوَائِمُهُ بِذِي الصَّحْرَاءِ

لِمَ يَا جَوَادُ اليَوْمَ أنْتَ خَذَلْتَنِي

مَا كُنْتَ يَوْمَاً تَرْتَضِى إيذَائِي

فَخُطَاكَ تُسْرِعُ إِنْ بَعُدْنا عَنْهُمو

وإذَا قَصَدْنَاهُمْ فَفِي إِبطَاءِ

وَكَأَنَّهُ قَدْ قَالَ ذَا رَكْبُ الهُدَى

منَْ ذا يُطَاوِلُ رَكْبَهُ بِغَبَاءِ

حَقَّاً فَرَكْبُ المُصْطَفَى لا يُقْتَفَى

بِالسُّوءِ ذَاكَ تَصَرُّفُ البُلَـهَاءِ

فَعِنَايَة ُالرَّحمَنِ تَحْرُسُ رَكْبَهُ

وعِنَايَة ُ الرَّحمَنِ خَيْرُ وقَاءِ

وهُنَا يقولُ (سُرَاقَةُ) اذهَبْ سَيِّدِي

=لا .. لَنْ أُناصِبَكُمْ بِأَيِّ عَدَاءِ

هَاتِ الأَمَانَ أَيَا (مُحَمَّدُ) هَاتِهِ

فَعَطَاؤُكُمْ واللهِ خَيْرُ عَطَاءِ

أَنَا لَنْ أَدُلَّهَمو عليكُمْ سَيِّدِي

أبَدَاً ومَهْمَا حَاوَلوا إِغْرَائِي

ارْجِعْ (سُرَاقَةُ) لا غُبَارَ عليكُمُو

واسْمَعْ لِمَا سَأَقُولُ مِنْ أَنْبَاءِ

يَوْمَاً سَتَلْبَسُ فِي يَدَيْكَ أَسَاوِرَاً

هِيَ مِلْكُ (كِسْرَى) صَاحِبِ الخُيَلاءِ

ارْجِعْ (سُرَاقَةُ) وانْتَظِرْ مَا قُلْتُهُ

فَهْوَ القَرِيْبُ ولَيْـسَ ذَا بِالنَّائِي

هِيَ رِحْلَة ٌ هَاجَرْتَ فِيْهَا سَيِّدِي

أَحْدَاثُهَا جَلَّتْ عَنِ الإِحْصَاءِ

عَطَّرْتَ طِيْبَةَ سَيِّدِي بِمَجِيْئِكُمْ

ومَلأتَ كُلَّ الكَوْنِ بالأَضْوَاءِ

وبَنَيْتَ مُجْتَمَعَاً يَفِيضُ مَحَبَّةً

ومَوَدَّةً يَخْلو مِنَ البَغْضَاءِ

هَجَرُوا حُظُوظ َالنَّفْـسِ حِينَ أمَرْتَهُمْ

وسَمُوا بِأَخْلاق ٍعَلى الجَّوْزَاءِ

وطَرَقْتُ بَابَ اللهِ في غَسَقِ الدُّجَى

ودُموعُ عيني قَدْ سَبَقْنَ نِدَائِي

أرجوكَ تَغْفِرُ لِي ذُنُوبِي كُلَّهَا

ولْتَمْحُ يَا رَبَّ الورَى أَخْطَائِي

تَعْفُو وتَصْفَحُ لَيْسَ يَنْفَدُ فَضْلُكُمْ

أنتَ الكريمُ البَرُّ ذُو الآلاءِ

(أنَا إِنْ عَصَيْتُ فهذِهِ بَشَرِيَّتِي)

ولئِنْ عَفَوْتَ فَأَكرَمُ الكُرَمَاءِ

أنَا بالحبيبِ مُحَمَّدٍ مُسْتَشْفِعٌ

مفتَاحُ بَابِ السِّـرِ في العَلْيَاءِ

يَا رَبِّ وامْنَحْنَا بِفَضْلِكَ هِجْرَةً

تَعْلو النُّفُوسُ بهَا عَلى الأَهْوَاءِ

ويكُونُ فِيْهَا هَجْرُ كُلِّ رَذِيلَةٍ

كَالْحِقْدِ والبَغْضَاءِ والشَّحْناءِ

وأَعِدْ لأُمَّتِنَا سَوَالِفَ مَجْدِهَا

واكْتُبْ لنَا نَصْرَاً عَلى الأَعْدَاءِ

ثَبِّتْ إِلَهي كُلَّ مَنْ قَدْ جَاهَدُوا

وارْفَعْ لَهُمْ يَا رَبُّ خَيْرَ لِوَاءِ

واحْقِنْ دِمَاءَ المُسْلمينَ جميعَهَا

لنكونَ يَا رَبِّي منْ السُّعَدَاءِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن طلعت المغربي

avatar

طلعت المغربي حساب موثق

مصر

poet-talaet-maghribi@

13

قصيدة

164

متابعين

طلعت محمد يوسف محمد المغربي. من مواليد قرية جزيرة شندويل مركز ومحافظة سوهاج بجمهورية مصر العربية عام 1970م،- تخرج في كلية أصول الدين والدعوة جامعة الأزهر بأسيوط قسم التفسير والحديث ...

المزيد عن طلعت المغربي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة