أنا و أنت و المدينه وقلبي المقفر من مناه ومن رؤاه كالشّارع الغريق في السّكينه تلعقه مكانس الريح الحزينه تشرب من مصباحه الأحمر جرعة نور في غياهب لياليه الضّنينه ويرحل الفجر بما بقي من ضوئه الشاحب العليل *** أنا و أنت و المدينه وخافقي المُلْقى على أرصفة البعاد يرقب رحلة السّفينه إنّي لأسمع صفيرها الرهيب من بعيد يهمي كرعد بين أضلاعي وأنا غارق بلجّة الذهول محطّم المجداف مكسور القلوع أعمه في بحر الألم بلا رجاء و بلا خيط أمل أهذي من النيران و الأوجاع تجتاحني حمّى الضّياع *** أنا و أنت و المدينه وجلسة ليليّة حميمة الأرجاء يملؤها الحبّ و أنفاس القمر والأنجم الحسان يخبو نورها الأغر في همسنا وفي ابتساماتنا وصحبنا لا يعلمون ما الخبر نعانق الفرحة في همس الوتر فليتنا نستوقف القدر ونحن في لقائنا ذاك المساء نزهو و نلهو مثلما نشاء أو ليتنا صرنا حجر ما بين أحضان اللّقاء *** أنا و أنت و المدينه ورعشة التّسليم في كفّي غداة الموعد الأخير وحرقة الخدّ على الخدّ ومهجتي الحرّى تئنّ ما بين الضّلوع وأنا عائد وحدي واللّيل حولي وحشة مجنونة تلفّ دربي بالشّجون تنيرها لآلئ من نار دمعي وأنا عائد وحدي. عار من الأحلام من كلّ المشاعر من لذّة الحبّ و من لذع السّهر والّليل حولي وحشة مجنونة والخطو نار مثل نار الوجد تحرقني.. تأكلني .. وحدي وأنت في البعد *** أنا و أنت و المدينه غدًا ستصبحين في المدينه وسوف أبقى ها هنا في قريتي الصّغيره أرقب عودة السّفينه بلهفة كبيره وملء صدري دفق أحلام كثيره وملء قلبي لهب من الظّنون مستعر فهل سأُنسى في الزّحام ككِلْمَةٍ ما بين آلاف الكلام كأيّ وجه عابر رأيته وسْط الزّحام كصورة لرجل قابلته منذ سنين في مرفإ الأيّام راح وراحت معه الأيّام *** أنا و أنت و المدينه وفكريَ المُثقل بالظّنون وقلبي الدّافق شوقا و حنانا أحلم أنّ الغد آت بالأمان وأشتهي يوما لنا يوما كألف عام يُمْطرنا قربا و يروينا لقاء يُغرقنا وردا و حنينا يُوسعنا حبّا و سكينه يوما كألف عام وفيه أنت و أنا و لا مدينه
شاعر تونسي من مواليد 1 شباط ( فبراير) 1972
حاصل على الأستاذية في اللغة و الآداب العربية من جامعة تونس الأولى ( معهد بورقيبة للغات الحية ) سنة 1995
يعمل مدرسا للغة العربية من