عدد الابيات : 32
دعوه يُكمل ما يتلوه من دُررِ
تُزيلُ كل صنوف الحزنِ والكدرِ
تُؤدبُ النفسَ تهديها حقيقتها
وتغمر القلبَ بالإلهام والفِكَر
وتُبهجُ الروح بالأحكام مشرقة
حتى تحن إلى الترويح والبُشُر
وتستعينُ بها مشاعرٌ ذبلتْ
على الحماسة والتفريج والسمر
وتستطيلُ الأحاسيسُ العِذابُ بها
على حياة تُصيب العبد بالضجر
دعوه يُعْلمنا الشعراءُ مذهبهم
لم يُلفَ متحداً على مدى العُصُر
فبعضهم بكتاب الله قد عملوا
وشِعرُهم في الورى أغلى من الدرر
لمَّا يصوغوا هراءً في قصائدهم
ومَن يطالعْ أصيل الشعر يعتبر
هذي دواوينهم بصدقهم نطقتْ
تُزجي الضياء لنا كالشمس والقمر
لم تتخذ لغة التطويع ، بل صدعت
بالحق في عالم مضلل أشر
هم مؤمنون ، وتقوى الله طابعُهم
ومن يخفْ ربه يُفلحْ وينتصر
والصالحات لهم نهجٌ ومدرسة
لا يعبأون بتثبيطٍ ولا خور
والذاكرون همُ في كل مصطدم
ذكراً كثيراً بإخلاص على الأثر
وجُلهم لهُدى الإسلام منتصرٌ
من بعد ظلم أتى بالقهر والضرر
ولا يُدَانَوْن في جُلى ومَكرُمةٍ
ومَن تفقدهم يُدركْ ويدّكر
أما الفريقُ الذي الدنيا به شقيتْ
لمّا دهانا بشعر مقرفٍ قذر
فهؤلاء لهم غاوون تحسبهم
في أتعس الحال والسيماء والخبر
بشعر أهل الهوى يا ويحهم فتنوا
من كل منتكس مخادع أشر
الكاذبون همُ في كل معتركٍ
ولا مبادئ عند السوقة الغجر
وكم يقولون ما لا يفعلون ، وفي
حياة كل من البرهان والأثر
وكم يهيمون في الوديان تمقتهم
هُيام نذل إلى الأخلاق مفتقر
وكم يشيعون في الأصقاع فاحشة
ألا يخافون يوم الحشر من سقر؟
وكم يدكّون ما في الدار من قيم
فهل مغولٌ همُ غزوا مع التتر؟
وكم يسيحون في الأمصار دون حيا
ففي البوادي لهم سوآى وفي الحضر
يُؤصلون لفوضى لا حدود لها
حتى يكون جميعُ الناس كالنوَر
يُمهدون لدجال سيطرقهم
هم التوابع كالخرفان والحُمُر
على رؤوسهمُ أخزى طيالسهم
سُودٌ ، وفيها من الإذلال والقتر
كأنهم خدمُ الدجال أرسلهم
على الأنام بلا إذن ، ولا نذر
سيَفتن الناسَ أشقاهم وأعورُهم
عبدٌ تشبث بالكفران والعَوَر
أعاذنا الله مِن شِعر ومِن شُعَرا
فلا نكون بهم في شر منحدر
وخصّنا الله بالنجاة نحن به
كم نستغيث ، فيا رب الورى أجِر
1954
قصيدة