عدد الابيات : 15
اعترفْ يا نذلُ ، أو لا تعترفْ
نحن – في الدنيا – عشيرٌ مختلفْ
واعترافُ الغِر قد يُزري بنا
إنه من كل قبح يغترف
كم خُدِعنا في خذول مقرفٍ
وعلى المخدوع ينصبّ القرَف
والتمسنا فيه خِلاً مُخلصاً
وهْو في تيار غدر منحرف
لم نكن نعرف ماذا ينتوي؟
وكذا لم ندر ماذا يقترف؟
فتنة عمّتْ ، وشبتْ نارُها
دون ذنب قد أصِبنا أو جنف
كم بذلنا ، واحتسبنا بَذلنا
واحتسابُ الجهد في الأخرى شرف
لم تكن آلامُنا آلامَه
وبنا هذا الفتى لم يأتلف
لم تكن آمالنا آماله
وبهذا كان دوماً يعترف
أشمت الصرعى بما يهذي به
وعن الأعداء لمّا يختلف
أشهر السيف ، يريد طعننا
فارسٌ – بالظلم – أمسى يلتحف
كان بالأمس جباناً خائراً
من خيال الظل جهراً يرتجف
لم يكنْ للغِر – مَأوىً ، أو قِرىً
فغدا يختال في شتى الغرَف
غرّه أنا كظمنا غيظنا
وطوانا القهر مِن بعد الأسف
أيها الغِر وداعاً إننا
من حياة النذل حتماً ننصرف
1954
قصيدة