عدد الابيات : 43
أيا من شاقة الإلفْ
قلاكَ الكل ، لا النصفْ
وراحتْ رفقة الأمسْ
وضاعت رقة الحرف
وطالت غربة اليومْ
وقد ألقِيتَ من جرف
وذو الأحقاد في فرحْ
حلا للشامت العزف
ودمعُ الشهم في الكربْ
وبات الكيد في الرشف
تخلّى صاحبُ العهدْ
وخان الصحبة الإلف
وكم حققت من كمْ
ولمّا تعرف الكيف
فضاع الكيفُ والكمْ
فلا تكثرْ من الأف
ولو فكرت في الأمرْ
لمَا أضجرت بالقصف
وما عوقبت باللومْ
ولا أهدرت بالقذف
ولا أوذيت في دارْ
ولم يسقط لكم سقف
وما أضناك من ظلمْ
ولا عانيت من حيف
ولكن عشت في هزلْ
خرقت الهَدي والعُرف
وتأتي تزجر الصحبْ
وتشكو العطف والصرف
ولم يصدقك من خِلْ
وصار الوعد في خلف
وهذا عندهم طبعْ
وكان الأمر كالظرف
وما في الأمر من هزلْ
ولكن كله حتف
علانا – بالهوى الكيدْ
وأودى بالهنا الخسف
وأمسى الخذل في صفْ
وبئس الجمع من صف
شياطينٌ تلي النفسْ
وكلٌ يحمل السيف
ودقوا سُدة البيت
وبئس القوم من ضيف
وقد كانوا لنا الأهلْ
وكانوا مثلما الطيف
وصاروا مشفر الغبنْ
وباتوا مورد الضعف
ولا حُسنى ، ولا حُسنْ
ولا تقوى ، ولا عطف
ولا حسبان للموتْ
ولا عُتبى ، ولا خوف
ولا رُجعى عن الهزلْ
ولا معنى ، ولا لطف
بأيديهم ترى الرمحْ
وربي يحصدُ الكف
حليفٌ يزرعُ الشوكْ
وجافٍ يقطعُ السعف
وثان يقتلُ الطفلْ
وجان يَحرقُ الكهف
وباغ يبقرُ الليلْ
وعادٍ يَخمِشُ النزف
إلى أن غادر العمرْ
وماء العيش قد جف
وغاب الخالُ والعمْ
وعقل المرء قد جف
وبوم الغاب في البيتْ
وطير الوهم قد دف
وأعداءٌ تلى الجوْ
عدوٌ يضرب الدُف
وثان يكشف السرْ
ويُدْمي جفنه الطرف
وطاغ يهتكْ السترْ
ألا قوتلت من خلف
وغال يذبحُ الفجرْ
وقد أودى به الطرف
وساحاتٌ بها الجورْ
من الأعداء بالألف
إلى أن أهدر الحقْ
وصاعُ الغدرُ قد طف
وبات الغِر في سعدْ
ونارٌ تحرقُ العَف
جفافٌ في ضحى النفسْ
وعن إفلاسها شف
فعيبٌ أن ترى الغيرْ
وتنسى ذاتها كيف؟
أينسى نفسَه المرءْ؟
ألا هذا هو السخف
1954
قصيدة