عدد الابيات : 20
أحاديثُ أهل العلم أغلى من الذهبْ
وأخبارُ أهل الفقه تزهو بها الكتبْ
وتقوى مليك الناس تاجٌ يَزينهم
وأحوالهم دنيا يُخامرُها العجب
وسائلْ عن الأفذاذ ، وادرسْ تُراثهم
تجدْ جوهرَ الإسلام والعلم والأدب
وحدِّثْ عن الأعلام من يُقتدى بهم
فما عاش أهل العلم للهو واللعبْ
شغفتُ بهم دهراً ، وشِدتُّ بفضلهم
وتكريمُ أهل العلم ضربٌ من اللبب
كرامتهم فوق الخيال وجودُهم
كجود الذي يُرضِي المليكَ ويَحتسب
ومَن نال منهم لا يدوم انتقاصه
فإن لهم مهما افترى الباطلُ الغلب
وفيما حوى التاريخ أقوى أدلةٍ
تناءت عن الزيف المُلَفَّق والكذب
ومهما اعتدى المستشرقون وغالطوا
فكل لبيب يعرف القوم والسبب
وأنعِمْ بـ (عبد القادر) الفذ واعظاً
طبيباً وشيخاً ، ليس في وعظه رِيَب
يريد رضا المولى ، ويخشى عذابه
وإن دروس العلم من أشرف القُربَ
ترفّع لم يكذب ، ولم يخدع الورى
وإن كان – يا للفخر في أول الطلب
لقد عاهد الأم الرؤوم على الوفا
فكيف يخون العهد أو يخدش الأرب؟
ألا إنها ربّتْ على الصدق طفلها
فشب صدوقاً لا يبالي بمن كذب
وهذي يمين الله أحلى سجيةٍ
تُعَلي مقام المرء والجاه والرُّتَب
يزود عن التوحيد ، والصدق منهجٌ
ويُبدي إباءً راسخاً ليس يَضطرب
وفيم اضطرابُ المرء ، واللهُ قد قضى
وإن حلتِ البلواءُ فالعبد يَحتسب
رأيت ثمار الصدق تحلو لأهلها
وإن كابدوا الآلامَ والضنكَ والوَصَب
لهم مبدأ في العيش ليس بهيِّن
وليس الذي يحيا على الحق ينقلب
فيا رب ثبَّتْ مَن يَعيشُ لدينه
وأكرم رَعِيلاً للمقابر قد ذهب
1954
قصيدة