الديوان » لبنان » أحمد فارس الشدياق » أرى الدهر صافاني ومال إلى الصلح

عدد الابيات : 36

طباعة

أرى الدهر صافاني ومال إلى الصلح

ومن بعد حرماني أتاني بالنُجح

وأصغي إليَّ الجد حين دعوته

ولاحت تباشر المنى لي من صُبحي

أتاني على الإبحار والبرّ برّه

بأسرع من شكوى احتياجي إلى السمح

فلم تكُ إلا دعوة فأجابني

إجابة صنو وهو لي سيد لحّ

ولو لم يجرني من زماني بفضله

لأصبحت في بؤس وأمسيت في برح

وحنت بأشجاء التمني فإن لي

لجرحا ممضاً دونه ألم الجرح

فلي في نهار جهد سبح وحرفة

وفي ليلتي حبس وحُرف عن السبح

إذا كنت لا أشكو إليه فمن عسى

يكون إليه مشتكى الضرّ والتَّرح

ومن ذا الذي تلقاه في الناس مسجحاً

سواه إذا اضطر المضيم إلى السجح

خلائق لا يوفي الثناء بوصفها

ولو كنت حسّان البلاغة والفصح

أغار على أوصافه الغر أنها

تشاركها أوصاف آخر في المدح

هداني له جدّي وقد كنت غاوياً

مع الشعراء البائرين ذوي الكسح

وكان زماني مازحاً فمزحته

فلما تعاطى الجدَّ ملت عن المزح

فصار لشعري رونق وطلاوة

وحُقَّ له الإملاء في ملأ فصح

وقد كان في سوق الأعاجم كاسداً

مقالي واطرائي عليهم بلا ربح

فكم بتُّ أُنضي خاطري لمديحهم

فقمت وبي رنح وأعييت كالطلح

ولم يغن عني ما مدحتهم به

فتيلاً وما ازدادوا سوى البخل والشح

ولم ينقدوا كفارة الكذب الذي

عليّ بأعلى اللوح ما هو بالممحي

ولو أنني راسين عصري فيهم

وملطن ما استحققت منهم سوى النشح

فها أنا ذو ربح ولست بمفتر

ثناء وإطراء وكنت بها أُلحي

فحل يا زماني بين فوزي ومطلبي

أن أسطعت واستعدى الخطوب على فدحي

فلي باسمه استفتاح كلّ قضية

ويمناه اقليد السعادة والفتح

ألا فليزرني اليوم من كان مزرياً

بشأني يجد كوخي اعزَّ من الصرح

علا بمعاليه مقامي ورتبتي

وصرت إلى أقصى الأماني ذا طمح

إذا أبصرت عيناي من هو مخفق

كدأبي من قبل انتحلت له نصحي

وقلت له أبشر بما أنت طالب

فمن يدع يوماً باسمه فاز بالسنح

هو الماجد النائي مدى الدهر صيته

قريب من الداعي على القرب والنزح

فليس علي بعد يؤخر رفده

وليس على قرب يمل من المنح

هو الحازم النحرير طلاّع أنجد

كريم نزيه النفس ذو خلق سجح

مليك أجلّ الخلق سامي الذري الذي

مناقبه الغرَّاء تغني عن الثرح

أميري ومولاي الكريم وسيدي

ومن هو بعد اللّه لي سند الركح

تظنّيت فيك الخير والفضل كله

فحققت ظني فهو دوني في صح

أتاني وعد عنك إنك منزلي

لديك كما أنزلت أهلي في ندح

ولا ريب عندي أن وعدك منجز

وأني لا أحتاج معه إلى فسح

فهاك مني المدح خدمة مخلص

فجد بالرضى عنه فديتك والصفح

ودم كهف عزَّ للذليل وملجإ

لقاصده ما انجاب ليل من الصبح

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد فارس الشدياق

avatar

أحمد فارس الشدياق حساب موثق

لبنان

poet-ahmad-faris-alshidyaq@

207

قصيدة

65

متابعين

أحمد فارس بن يوسف بن منصور الشدياق. صحفي لبناني من مواليد سنة 1804م،في قرية عشقوت (بلبنان)،وأبواه مسيحيان مارونيان سمياه فارساً عالم باللغة والأدب، ورحل إلى مصر فتلقى الأدب من علمائها، ...

المزيد عن أحمد فارس الشدياق

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة