الديوان » لبنان » أحمد فارس الشدياق » ما كنت أول عاشق بين الورى

عدد الابيات : 45

طباعة

ما كنت أول عاشق بين الورى

تبع العشيقة من أمام ومن ورا

ورأى البكاء له معينا شافيا

يوما ويوما أضحك المستعبرا

ويكون مصروع الغرام مزبّبا

متكسّسا مستقبلا مستدبراً

ومحنبشا ومجّمشاً ومدهفشا

ومكنّصا ومزنجرا ومعنجرا

ومرنمّا ومغنّيا ومصفّرا

ومشببا ومطبلا ومزمرا

وفيينة متثائباً متمّطيا

وفيينة متقاعسا مقعنصرا

وإذا رأى رأيا رشيدا كان في

إبرامه مترهئا متأخرا

فالعشق عقل العقل عن صيّوره

حتى يضل عن الصواب ويبطرا

قد كنت أعْجب أن يقولوا شاعر

ذو جِنَّة وأخال ذلك مفترى

حتى لَقِيتُ صُوَيحْبيّ كليهما

فإذا هما من طينة قد صُوّرا

خُلِق الجمال لعين صبّ جنّة

ولقلبه نارا تزيد تسعّرا

لا غرو أن يغدو لحمرة وجه من

يهوى وقد حمل الغرام محمّرا

يا ليت يغني المرء يوما واحدا

عنهن من شيء يباع ويشترى

ليت الجمال لهن مثل الملح في

قدر الطعام مهوَّعا إن كثّرا

بل ليتهن خلقن اقبح ما يرى

كيلا نهيم تحيّرا وتخيّرا

ليت الكواعب كن هُضْلا حبذا ال

طرطبّ مع لا يا كبادي منظرا

يا ليت ذي الهيفاء درْدحة وذي ال

دهساء فَلْحَسة فيهنئنا الكرى

ليت العيون النجل ضيقة وما

في الثغر من در نظيم صُفَّرا

يا ليت كانت كل ساق فعْمة

عود الشُكاعي بل أدق وأضمرا

يا ليت لم يَصلُت جبين فوقه

شعر كلَيْل كل غِرٍ غررا

يا ليت ما في الجيد من عَنَط بدا

وقصا لأعيننا وشيّاً منكرا

والحسن أن القبح أحسن ملمحا

إذ ليس يبكي العين ما منه يُرى

فلأيّ داعٍ كان شغل عقولنا

وقلوبنا بهوى الوثائر أكثرا

ولمَ اختُصصن بكل علق مضنّة

وبكل حلي فاخر دون الورى

وبمَ ارتفعن على الرجال تطاولاً

ولهنّ تحتُ تقدما وتأخرا

والى مَ تصطبر الفحول وقد طغت

أفعالهنَّ تحيّر المتصبرا

منا خرجن وعقلنا يخرجن إذ

يدخلن أو يخرجن سفّه من مرى

ولأي شيء لم يكن قود على

من لحظها قلب المتيم قد فرى

ولأي شيء حل رشف الريق من

ثغر الرشوف وكان ذلك مسكرا

وعلى مَ تعتز الشنِاط على شج

يمسي ويصبح بالغرام محسرا

سلها هل التنور فار كما انبغى

في كل شهر أم تأخر اشهرا

أين المعالي والمكارم أين من

فخر الأنام بعزّه وتجبرا

يقتاده اسم الخود إن ذكرت له

طوعاً وكرها وهو يهزم عسكرا

وإذا تجشأ ساعة في وجهه

من أي سمّ قال أنشي عنبرا

ولربما عشق الكبير فجُنّ من

ريح من الحسناء تفعم منخرا

ولو ان ذا القرنين جاري كيدها

لرأى إلى قرنيه قرنا آخرا

لولا النساء لما رأيت مخطّأ

ومسفّها ومفسقا ومفجّرا

ومفلسّا ومجبَّها ومُعنّنا

ومكشخنا ومجرّسا ومعزّرا

ومتيما ومهيما ومسهما

ومدّمما ومذّمما ومشّهرا

ولما تناثرت الجماجم في الوغى

تحت السنابك وهي توري المغفرا

ولما عفت دول بهنّ لهَت فبي

يتها الدمار فأصبحت تحت الثرى

أمْلت عليّ حوادث الأمم التي

غبرت فقلت مقال من قد حرّرا

يا رب قد فتن النساء عقولنا

فامسح محاسنهن قبحا يزدرى

أو فاجعلن غشاوة تغشى على

أبصارنا أوْ لا فأعم المُبصِرا

أو فانصُنا أو فابصُنا أو فالصِنا

أو فاخصِنا طبعا بصاء بالحرى

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد فارس الشدياق

avatar

أحمد فارس الشدياق حساب موثق

لبنان

poet-ahmad-faris-alshidyaq@

207

قصيدة

65

متابعين

أحمد فارس بن يوسف بن منصور الشدياق. صحفي لبناني من مواليد سنة 1804م،في قرية عشقوت (بلبنان)،وأبواه مسيحيان مارونيان سمياه فارساً عالم باللغة والأدب، ورحل إلى مصر فتلقى الأدب من علمائها، ...

المزيد عن أحمد فارس الشدياق

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة