الديوان » العصر العثماني » نقولا النقاش » قم ودع الغرب أن الشرق ناداكا

عدد الابيات : 46

طباعة

قم ودع الغرب أن الشرق ناداكا

والملك ألقى أمانتهِ لعليا كا

يا كوكباً أفق دار الملك مطلعه

وكل أفق سواه غير مثوا كا

دعاك عبد العزيز اليوم مؤتمنا

علاك لم يأتمن في الكون إلا كا

رآك شهماً حكيماً فاضلاً فطناً

في معرك الخطب مقداماً وفتا كا

لذاك ألقى لعلياكم سياستهُ

ما راق في عينيهِ هذا ولا ذا كا

دعاك تسقي رياض الخارجية من

تلك البحور التي مولاك أولا كا

بشرى أتتنا بسلك البرق باسمةً

كأنَّ مصدرها باهي محيا كا

تهنيك يا سيدي بشرى لقد خفقت

بها قلوب محبيكم واعدا كا

مالي أهنيك فيما دون قدركمُ

تهنا العروس التي فازت لقيا كم

كسوتها المجد إذ شرفت مسندها

واللّه واقيك والأملاك ترعا كا

رفعت أجلالها الأسمى لذاك غدت

أعلى العُلا إذ علت نجماً وأفلا كا

مولاي كل الأنام اليوم في طرب

لم يلهجوا بسوى بشراكَ بشرا كا

وكل عين إلى علياك شاخصةٌ

تراقب الخبر من أبحار جدوا كا

أفق السياسة قد مُدَت دجنتهُ

فوق الأنام فعجل صبح أضوا كا

العسر حل على أيسار خزنتها

فارفع إذن عسرها في يسر يمنا كا

ما العصر غير أسير طوع حكمتكم

تنهى وتأمر أنَّى شئت لبا كا

سياسة الكون أنَّى ملت مائلةٌ

لذاك كل سماع راقب فا كا

ماضي يرعاك فتاك بدولتها

فأرفق إذن إذ غدت من بعض العصر عزا كا

طاعتهُ حتى لوان الروح عادلها

وجاءَ يطلبه قالت لهُ ها كا

ذكاك ولاَّك قلب المشكلات كما

على قلوب الأنام اللطف ولا كا

يصيب رأيك في الآتي وتدركهُ

كأنما اللّه بالأقدار أنبا كا

صغَّرت كل كبيرٍ في نواظرنا

عجماً وعرباً ولولا قلت أتركا

أبديت في تخت ملك ألنمسا همماً

جاءت وفاقاً لمولاهُ ومولا كا

مكّنت بينهما حبل الوداد وكم

من الخطوب لقد زالت بمسعا كا

مولاي يا راشداً يا نجل خير فتى

سقتهُ مزن الرضا إذ فيهِ سما كا

أنَّى نعد مزاياكم ونحصرها

فهل ترى صُحُفاً تحصي مزايا كا

رايتكم فوق هذا المدح مرتفعاً

حتى توهمته كالهجو حاشا كا

كل المعارف إذ تحتاج غرستها

ري المعاني ارتوت من بحر أندا كا

سواك كلً أديم الأرض جبلته

سبحان مَن منْ أديم اللطف سوَّاكا

وبحر جودك مد غير منجزرٍ

قد طاف حتى غدت تقواك ننها كا

لَّما المهيمن أواه براحتهِ

قالت لهُ أجر فبسم اللّه مجرا كا

اللّه يا سائلاً من جوده نعما

خذ ما رجوت ودع ما زاد عن ذا كا

يعطيك أكثر ما أملت معتذراً

كأنه آخذٌ ما كان أعطا كا

أراشدٌ ذي صفات منك ترشدني

للمدح سجانهُ أعطى فأغنا كا

كان طير المعالي فيك وكنتها

وفكرتي نصبت للصيد أشرا كا

لما رأيت المعاني فيك هائمة

أيقنت أن بنات الفكر تهوا كا

أبرزتها سافراتٍ عن مدائحكم

تضوع من مرطها ريا سجايا كا

من أفق بيروت طارت نحو سدتكم

ترجو القبول إذا فازت بلقيا كا

مولاي بيروت لا تنسى مآثركم

هل يا ترى بعدُها حاشاك أنسا كا

لولاك ما توجت بالمجد هامتها

كلا ولا أفتر منها الثغر لولاك كا

ولا تمايل عالي حرشها طرباً

وما جرى نهرها إلا باروا كا

ولا تباهت بعزٍ أشرفيتها

إلاَّ بتشريفها في مجدِ مثوا كا

ورملها أن دروا حباتهِ عدداً

يحصوا هباتٍ أتتها من عطايا كا

هي التي كلّما طال البعاد ترى

في ثغرها قد تحالى حسن ذكرا كا

نكلف الريح أن مرت بكم سحراً

أن تلثم الترب في أبواب عليا كا

على فروض دعاءِ الخير ثابتةٌ

نقاشها يسال الرحمن يرعاكا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نقولا النقاش

avatar

نقولا النقاش حساب موثق

العصر العثماني

poet-niqula-al-niqash@

80

قصيدة

18

متابعين

نقولا إلياس نقاش ,أديب وصحافي لبناني، ولد سنة 1825م، في بيروت ويعتبر من رجال القانون في العهد العثماني، عمل بالتجارة بين عامي 1859-1868. ثم انتدبته الدولة موظّفًا في ...

المزيد عن نقولا النقاش

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة