الديوان » العصر العثماني » نقولا النقاش » ما بال نائحة الأغصان لم تنم

عدد الابيات : 40

طباعة

ما بال نائحة الأغصان لم تنمِ

سهرانة بالبكا والنوح والألمِ

ما بالها تشتكي هل صادها شرك ال

قناص أم مخلب العقبان والرخمِ

باللّه يا ذات طوق هيجت شجني

هل قد أصبحت بفقد الصحب والحشمِ

أم هل دهاك غراب في نعي أخٍ

كما دهاني فجادت أدمعي بدمي

قد أنشب الدهر بي ظفر فاحرمني

أخي الذي كان في بيروت كالعلمِ

يا ويلتي قد فقدنا خير جوهرة

نعم ومعها فقدنا سائر النعمِ

تعساً ليوم بهِ قام النعي بنا

وشمسهُ في الضحى تنساق للعدمِ

تعساًَ ليوم بهِ قام النعيَّ بنا

والقلب في لهب والعين في ظلمٍِ

نعى فنادى بني النقاش أوحدكم

قضى فجودوا ببث النوح والألمِ

ويلٌ لهُ خبرٌ ويلٌ لقائلهِ

ياليتهِ قد بلي بالي والبكمِ

ناديتُ مارون لكن لا يجاوبني

سوى سحائب دمعٍ فاض كالديمِ

ناديت مارون والأحشاءُ في ضررٍ

والجفن في سهرٍ والقلب في ضرمِ

ما كان عهدي أيا مارون تتركنا

يلم فينا أقل الحزن والألمِ

والآن ندعوك لكن لا مجيب لنا

كأن مرآك أضغاث من الحلمِ

ما بال يامنيتي أعضاك خامدةٌ

والعينُ غامضةٌ والأذن في صممِ

عودتني أن نلبي دعوتي عجلاً

فخذ أخي بيدي قد قصرت هممي

أبكيك وحدك ما ناحت مطوقةٌ

ولست أبكيك وحدي أدمعاً بدمِ

نبكيك بيروت يامن أنت زهرتها

أنَّى تصاب النجوم الزهر بالعدمِ

كذا القريض الذي قد كنت عن صغرٍ

نقاش بردتِه في أفصح الكلمِ

والحزنُ والدمعُ يطويهِ وينشرهُ

النظم والنثر كالقرطاس والقلمِ

ترثيك أيضاً علومٌ قد عرفت بها

جلَّت مقاديرها عن حصرها بفمِ

يا مبدعاً مرسح الفن الجديد لنا

كنزاً ثميناً لحث الطالب الفهمِ

قد صغت فيهِ روايات منقشةً

في زخرف الهزل جاءَ الجد بالحكمِ

لكن روايات حزن ما بَخِلْتَ بها

إلا لتبرزها في شخصك العلمِ

روايةٌ أبدت الأهوال فاجعةً

منها اختبرنا فراق الجسم للنسمِ

يا أيها الدهر ما هذا فعلت بنا

أحرقت لكن بنار أعظمي ودمي

وجرت بالحكم حتى ما تركت لنا

ذخرا فنخشاك هاك الآن فاحتكمِ

سقياً لطرسوس إذ قد حل ساحتها

شهمٌ تفرد بين العرب والعجمِ

لما رأتهُ فريد العصر أوحده

ضنت بهِ وضنين الحب لم يلمِ

حرصاً عليهِ كحرص الأمهات على

أولادهن بلا من ولا سأمِ

تباَّ لها قبلهُ أطلالها رممٌ

لكن بهِ قد غدت زهراً على أكمِ

قد حلها تاجراً والريح شئمتهُ

أضحت خسارتهُ في الروح واندمي

تعساً لها تجرة ما راج رائجها

إلا بفقدك يا نقدي ويا سلمي

لكنَّ ذكراك يحيا كلما ذكروا

شيئاً من العلم أو شيئاً من الحكمِ

مالي أعدده فيما أردده

حزني أجدده بالعزم والهرمِ

تاللّه من بعده ما راق لي زمنٌ

ولا الحيوة سوى للندب والألمِ

عسى بها قد أفي مقدار خردلةٍ

مما يحق لندب الكامل الشئمِ

أجابني بلسان الحال يرشدني

صبراً أخيّ لحكم اللّه بالأممِ

وسلم الأمر للمولى فأن حسن ألت

تسليم فالمرءُ في الدارين لم يضمِ

وأن تركت حمى النقاش أرحني

اللّه حسبي وفيهِ حسن مختتمي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نقولا النقاش

avatar

نقولا النقاش حساب موثق

العصر العثماني

poet-niqula-al-niqash@

80

قصيدة

18

متابعين

نقولا إلياس نقاش ,أديب وصحافي لبناني، ولد سنة 1825م، في بيروت ويعتبر من رجال القانون في العهد العثماني، عمل بالتجارة بين عامي 1859-1868. ثم انتدبته الدولة موظّفًا في ...

المزيد عن نقولا النقاش

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة