كان على العابر أن يمتحن يديه وهما تفتتحان الخطوة بين الزرقة والمصرع العابر خانته الحنكة في وصف الصلة الموصولة بين زفير السيدة الصغرى والشعر فشارف بعضا من ميتته المخصوصة. كان يغني في ليلته: للأنثى أن تحتكم إلى النهر لينصرها ضد الأفق اللماح وأخيلتي ويثبتها خلف ستائرها: بمحاذاة القول المكتوم وأعلى من إبريق مصبوب. للأنثى أن تختصر الماشين إلى ذبذبة بين تحركها وفضاء أريكتها النابض. هل كان على العابر أن يقطع هذا الزمن المتوتر بين الزرقة والمصرع بالأغنية المنقوصة؟ واجه سيفيها المغسولين تأمل غيبوبته الحاضرة وراجع غنوته وهو يشارف بعضا من ميتته المخصوصة للأنثى أن تصنع في شرفتها فانوسا وتداري أبيضها الغفل وأن تثني ركبتها لتقيم الرمز على مائدة بين المس وجسد الممسوس وللأنثى أن تتحصن خلف تنفسها الموقوت. فهل كبان على العابر ا، يمتحن الصلة الموصولة بين زفير السيدة الصغرى والشعر لكي يتخير ميتته التامة: هل في الأغنية المنقوصة؟ أم في الخطوة بين المرأة وقصائدها؟ العابر خانته البرهة.
حلمي سالم شاعر وناقد مصري ولد سنة 1951م, يعتبر من ابرز شعراي مصر المعاصرين في السبعينات.
حصل على ليسانس الصحافة من كلية الآداب بجامعة القاهرة، وهو صحفي بجريدة الأهالي التي تصدر ...