الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » لن أنتظر هذه المرة! (إلى مغن رقيع)

عدد الابيات : 44

طباعة

حاطمَ الأخلاق يا هذا الذميمْ

ومُبيدَ الرفق في القلب الرحيمْ

يا رقيع الصوت ، يا زير النسا

صوتك الموءود أرداهُ الوجوم

كم لهذا الصوت سالتْ أدمعٌ

وهْو جلابُ الخطايا والهموم

ولهذا الوهم كم رهط سعى

ينشد اللذة في الصوت الذميم

ويُعِدُ التيس هذا في الذرى

فحباه في البرايا اسم النجوم

ويراه في دياجيه سنا

ثم في آهات ما يشدو يهيم

أيها الجمهورُ مزقت الهوى

ثم في الدهماء بدّدت النسيم

هذه الأيدي سرابٌ سعيُها

وكذا الأفواهُ مَسعاها عقيم

وسوادُ القوم في البلوى جثا

وإذا الشيطان للكل مُسِيم

إن تلا القرآن تال صفقوا

وعلت أصواتهم مثلَ الهزيم

وإذا غنى ذبابٌ أنشدوا

مِن رقيع القول بالصوت الرخيم

شجّعوا الهزلَ ، وشادوا شأنه

ومُريد الهزل مَعتوهٌ أثيم

نارُهم في كل وادٍ أضرمتْ

وإذا هم لم يتوبوا فالجحيم

ليت شعري كنتُ يوماً مِثلهم

أشربُ الزيفَ ، وأجترّ السموم

أهجر الدار إلى حيث الغِنا

وأصيخ السمعَ للغِر الزنيم

وكأني بالأغاني مُولعٌ

وكأني لخطايايَ اللزيم

قد تركتُ الوحي خلفي عامداً

وصراط الله ربي المستقيم

كم رميتُ النور ، لم أعبأ به

ذاك أن القلب في السوآى مُقيم

كان غيري في الذرى ، لكنني

في حضيض التيه قد كنتُ المَلوم

أيها الأسمرُ كم غيّبتني

عن مَعين الوحي والذكر الحكيم

وعلى درب الخنا شجعتني

فصرفتَ النفس عن هدي الكريم

وجعلتَ الروحَ مأوى هزلكم

ووهادَ العُهر والغدر اللئيم

وغدا قلبي أسيراً للهوى

فإذا بي في متاهاتِ الغموم

أغنياتُ القوم في صدري سمتْ

وكتابُ الله في صدري كظيم

كنتُ في الوهم أسلي صاحبي

وكلانا حول مثواهُ يَحوم

كان كل البيت عبداً عنده

وأنا حقي بلا ذنب هضيم

يشرب السعد ، ولي سَوْط الشقا

وله الخير ، ولي الشر الوخيم

ثم شاء الله تركي للهوى

وسعيدُ القلب مَن ذا يستقيم

يعبد الله ، ولا يخشى الورى

وهْو بين الناس عفٌ ووسيم

راسخ التقوى ، قويٌ عزمُه

وله قلبٌ مِن الشرك سليم

ثابتُ الدين حليمٌ مُشفقٌ

ورقيقُ القلب كالأم الرؤوم

فوعظتُ الغِر ، هذا واجبي

وبذلتُ النور للجافي الغشوم

ونصحتُ لم أكن مستأثراً

فرماني بصفاتٍ كالكُلوم

وأدَ الذكرى ، وأدمى صرختي

وأشاح الوغدُ بالوجه الدميم

أشمت الأعداء حتى شبعوا

وسُعار الخذل في النفس أليم

بيْدَ أني كنت وحدي أكتوي

بوبيل اللوم في هذي الغيوم

عندليبَ البين فاطرح ما ترى

مِن غِناءٍ ، أنت بالبلوى عليم

مثلما أشجيتني فيما مضى

مِن سِني العمر بالصوت السقيم

فأنا اليومَ أحيّي مثلها

أو بأحلى ، إنه القولُ الرزيم

تبْ إلى الله ، وأحسنْ إنها

موتة والحشرُ واليومُ العظيم

فتبرّأ مِن أغانيك التي

كم أضلتْ مِن عشيق وغريم

ثم حاذرْ مِن أمانيك التي

تجتنيها ، فالأماني لا تدوم

عقدُك الرابعُ وافى وانقضى

وطغى الشيبُ ، فقلْ لي: مَن تلوم؟

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1954

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة