الديوان » سعد الشديدي » الْقِطُّ وَالْقِنْدِيلُ

بَيْتٌ قَدِيمٌ وَاقِفٌ إِلَى جَانِبِ امْرَأَتِي

يَرْتَدِي بَدْلَةً وَنَظَّارَةً.

تُرَى مَا يَكُونُ؟

أَهُوَ أَنَا؟!

***

كَيْفَ تُتَرْجِمُ هَذَا:

طَائِرٌ يَحْتَمِي بِغَرِيزَتِهِ؟

رَائِحَةُ الْقَهْوَةِ الْمُرَّةِ الْيَمَنِيَّةِ؟

مَطَرٌ عَلَى حَجَرِ النَّافِذَةِ؟

آهَاتُ أُمِّ كُلْثُومِ؟

حَرْبُ الْخَلِيجِ؟

سَيِّدَتِي حِينَ تَأْتِي مِنَ الْغَيْبِ:

عِطْرُهَا.. وَالْعَرَقُ الْأُنْثَوِيّ وَرَائِحَةُ التَّبْغِ فِي شَفَتَيْهَا؟

***

قِطَّةٌ شَعْرُهَا أَبْيَضُ كَالْحَلِيبِ

تُمَشِّطُهُ كُلَّ يَوْمٍ صَبَاحًا..

وَتَخْرُجُ تَنْتَظِرُ الْبَاصْ..

لِتَبْحَثَ عَنْ ضَوْئِهَا الْخَاصْ.

***

عَلَى ضَوْءِ شَمْعَةٍ

يَسِيرُ الظَّلَامُ يُغَنِّي نَشِيدَ انْتِصَارِهِ!

***

يَعْبُرُ الطِّفْلُ سِيَاجَ طُفُولَتِهِ

هَارِبًا مِنْ حِكَايَاتِ جَدَّتِهِ وَالدُّرُوسْ.

لَمْ يَعُدْ بَعْدَهَا..

وَلَمْ تَفْتَقِدْهُ الْمَدِينَةُ يَوْمًا.

فَلَيْسَ لَهُ صُورَةٌ

وَلَمْ يُقيِّدْهُ أَحَدٌ فِي سِجِلِّ النُّفُوسْ.

***

أَنْسَى بِأَنَّ الْبَحْرَ قُرْبِي،

حِينَ يَعْلُو الْمَوْجُ أَمْشِي فَوْقَهُ

أُزَوِّجُ الذِّكْرَى لِمَنْ أَعْيَتْهُ غُرْبَتُهُ

وَأَرْمِي لِلنَّخِيلِ يَدَيَّ وَقَلْبِي.

***

عَلَى ضَوْءِ نَجْمَةٍ

تَنَامُ الْحُرُوفُ وَتَحْتَضِنُ الْفَتْحَ وَالْكَسْرَ وَالضَّمَّ

وَحِينَ تُحَاوِلُ جَاهِدَةً أَنْ تَكُونَ.. تَخْذِلُهَا الْأَبْجَدِيَّةُ.
20211104

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سعد الشديدي

سعد الشديدي

24

قصيدة

شاعر عراقي

المزيد عن سعد الشديدي

أضف شرح او معلومة