هي وقفة لي لست أنسى ذكرها أنا والحبيب في ليلة رقصت من الأضواء في ثوب قشيب لما التقينا والجوانح لا تكف عن الوجيب فهزرته وهو الرقيق كنسمة الفجر الرطيب وغمرته وهو الذي لنداء قلبي يستجيب بعواطفي المتكبرة ومشاعري المتفجرة وشرود وجداني الكئيب جو غنائي سبحنا في محيط من سناه لما اقتعدنا الرمل في قفر ترامى جانباه لمعت بأيدينا الكؤوس وأجرت النغم الشفاه لكنه لمح اكتئاباً فيَّ لم يعرف مداه فَرَنا إليّ مسائلاً ومشت على كتفي يداه دمع بجفني لم يره وآسى بصوتي أنكره فمضى يلّح ولا أجيب ودنا إليّ وللتأثر في لواحظه بريق يلقي إلى سمعي حديث الحب في همس رقيق تنساب موجات في الألحان في الجو الطليق مبسم قان أذيب التر فيه والعقيق وجدٌ دفين أظهره وشعور قلب صوره لم يخش من كيد الرقيب ولأمته سحر الجمال وفتنة الغزل الخصيب والدر يغمر وجهه الفتان بالنور الصبيب فضممته في لوعة حرىَّ وفي عطف حبيب حب بكأسي أسكره وشذا بزهري عطّره وهوى وقاه من اللهيب
محمد سعيد جرادة شاعر يمني. ولد عام 1927 في مدينة الشيخ عثمان في محافظة عدن.
تلقى تعليمه على يد فقهاء مدينته. بدأ ينظم الشعر وهو في سن الثالثة عشر.
عمل معلماً ...