حين أبحر.. أرى ظلالكِ .. أرى أمواجكِ.. أرى خفقكِ.. ساريةعلى حدود غرناطة.. كنتِ الصهيل.. إذ يتمدد على ساحل في الهتاف.. أرى المسافات تنأى.. أرى الرايات تخفق.. الأصوات تئز.. الطيور.. تطل على منازل .. تنأى في أجنحة الضوء.. لا وجع سيظلله الشجن.. لا موسيقى ستصدح.. في زاويا اللغة.. كنتُ على برق.. على شرق .. ينادي القصيدة.. يعلو في الشغاف .. أرى اللطاف.. مجنحة.. عالية.. لم يعد للنهر.. لم يعد للحبر.. ما تبوح به القوافل.. وهي تطارد الصحراء.. وتلهث خلف شبح" المتنبي" سقطتْ مراجح الريح.. خدعتني شهقة الرمل.. لم تكن البحار .. على موجة واحدة.. كانتِ الأغاني تومض .. تميس على شاطىء.. هناك عند شموس الحدود.. عند ورطة المعنى.. في أفق اللظى.. سماء الرجوع الأخير.. لا منازل ستحنّ إلى منازلها.. لا طير سيحلق في ملوحة .. وهي تسبق نقع المراحل.. على شرفة. كنتُ أطل.. علني أرى وطني.. أرى الجميلات .. يَسِلنً عبقا.. على مرتفع الروح.. على مصطبة .. لم تكن وردتي في جنان المرايا.. لكنني.. كنت أتمثلها غابة من قرنفل.. سارية تبشر .. تشير إلى منازل .. هناك.. عند مرتقى النهر.. حين أرى وطني.. تسبقني الدمعة.. يساورني المطلق.. على حدود .. لاحدود لها وهي تنأى في الصدى.. وتسمي الذي بيننا.. شبه طير على رمح الردى.. لايرى موته.. حين تُصفّر الريح .. وتنأى نصوص السراب.. ال في مقامات السِّفاد..
عبدالحميد شكيل، شاعر وكاتب جزائري ولد سنة 1950م، بأولاد عطية القل ولاية سكيكدة .
بدأ تعليمه بعد الاستقلال في الكتاب ثم انتقل إلى مدينة قسنطينة فتعلم أولاً في المدارس الليلية قبل ...