هل تدرك كم أتعذب بصداقتك ؟ هل تدرك أنني لو ملكت حرية الإختيار لترددت قبل أن ادخل علمك المزدحم صديقاُ؟ أنت متعب...وصداقتك متعبه...وأنا انتقل. من تعب الى تعب..... أنت متعب لأنك تصر على أن تكون أنت وحدك في عالم لا يعترف إلا بملايين النسخ المتكررة وأنت متعب لأنك تستطيع دون ادنى مجهود أن تكون ساذجاُ كملاح عجوز وعميقاُ كفيلسوف محنط . وأنت متعب لأنك لا تثير في أحد أية مشاعر محايدة،لا تثير سوى الإعجاب الجارف او الكره العميق او الغيرة المأججة. وصداقتك متعبة . ذلك لأنها تمنح ولا تأخذ تزور ولا تزار تسأل ولاتتوقع ان يسأل عنها أحد، تعطى لوجه الله لا تريد جزاء ولا شكورا وأجيء أنا بعد هذا كله لأضيف تعبي إلى رصيد التعب المتراكم. اتعب نفسي واتعبك عندما احمل كل آلامك وأدفنها خنجراُ مسموماُ صغيراُ في صدري. اتعب نفسي واتعبك عندما اخوض معك كل معارك حروبك الحقيقية ومغامراتك مع طواحين الهواء. اتعب نفسي واتعبك عندما اتصور الوجود بدونك ويذوق كلانا ثكل صاحبه قدماُ. ولكن! عندما اعود إلى صندوقي السحري واتأمل ما املكه من كنوز الدنيا الفانية اجد لؤلؤة بيضاء فريدة يخطف بريقها الأبصار . أتعرف ما إسمها ؟ إسمها الصداقة ............... ........... أيها الصديق !!!! المصدر
غازي عبد الرحمن القصيبي (2 مارس 1940 - 15 أغسطس 2010) شاعر وأديب وسفير دبلوماسي ووزير سعودي، قضى في الأحساء سنوات عمره الأولى ثم انتقل بعدها إلى المنامة بالبحرين ليدرس ...