يا أم عليّ من فضلك, لا تصغي لأقاويل يرددها أهل الحيّ هي محض أباطيلَ فلا تثقي_أرجوكِ بما قد قيل و ما سوف يقالُ أنا ما كنتُ ضعيفاً في ذاك اليومِ حرامٌ أن أُغبنَ ما كنتُ كما تدرينَ لأجبُنَ كم جاهرتُ برأيي لكن ماذا كان عساهُ يفيد الرأي؟ و تظاهرتُ و حرَّضتُ زميلي في العملِ...و جاري و جعلتُ شعاري فليسقطْ عهدُ الجهلِ ليسقطْ عهدُ الذلة...و البغي لكني فوجئتُ بخصم مقتدرٍ و قويّ و تكالَبَ حشدٌ من كل مكانٍ في القُطرِ عليّ فأخذتُ أقاومُ حتى خذلتني ساقايَ و ماذا كنتُ لأفعلَ هذا اليومَ لساقيّ؟ لا شىء سوى أني رحتُ أرددُ بئس العثرةُ ثم جعلتُ أواسي نفسي, و أقولُ أنا لستُ بأولِ مَن غلبتْهُ الكثرةُ ثم عزمتُ على أن أقتلَ نفسي قلتُ: فما دام هو الموتُ إذنْ بيديّ لكن سبقتْني أيدي الحراس إليّ قادوني في التَّوِّ إلى أن وقفوا بي عند كبيرٍ لهمو في أقصى البهوِ و قالوا: اركع قالوا: امشِ على أربع قالوا: قل أغواني الشيطانُ و لكني الآنَ ندمتُ...و تبتُ فقاومتُ...و لم أخضع قالوا: قل يحيا السلطانُ فلم أصنع قلتُ لهم: كيفَ؟ و هذي نُذُرُ الطوفانِ تلوحُ لعينيّ قالوا: لكنَّكَ لو لم تقل الآنَ سملنا عينيكَ و أفقدناكَ الوعي ثم مضينا و تركناكَ هنا...نسياً منسيَّاً و كذلك يا أم عليّ تجدين الآنَ أمامكِ شخصاً آخرَ أعمى...و عييّ من فضلِكِ هاتي قلمي, و دواتي أتمني لو أمليتُ الآنَ عليكِ خلاصةَ مأساتي أعلمُ أن اللفظةَ هيِّنةٌ و الشِّعرَ عصيّ لكني سأحاولُ مَن يدري فلعلِّي أنجحُ لو أن ملائكةَ الشِّعرِ أعانتني و عسايَ سأفلحُ إن فتح الله علي
حسن طلب شاعر وأكاديمى مصري ولد في مدينة سوهاج سنة 1944م, وقد تخرج فى كلية الآداب، جامعة القاهرة، عام 1968،
وحصل على الماجستير فى الفلسفة من كلية الآداب، جامعة القاهرة، ...