الديوان » السعودية » عِطاف سالم » أفديك لولا الردى

عدد الابيات : 33

طباعة

وَ لَقَدْ جهلتُ مِن البُكا معناهُ

حتَّى تَفَتَّقَ خاطري فبكاهُ

وَ تحدَّرتُ أنداءُ رُوحي إثْرَه

وَاشَّعَّبتْ في مُهْجَتِي ذِكراهُ

وَ غرقتُ في دَمعِ الهواجِسِ وَ الأسى

وَمضيتُ كالخَرِفِ المُضَيِّعِ فاهُ

وَ فَررتُ مِن قَوسِ المَنَايا بِالنَّوى

حتَّى رَمانِي سَهمُها ينعاهُ

وَ وَجدتُ في جُرمِ الجوانِحِ لوعة ً

مِن وَجدِ حُزنِي , مِن جَنَى مَنآهُ

وَ سَقِمْتُ من صبرِ يعضُّ حَشاشتي

فالصبرُ وَحشٌ وَ البُكا نَاباهُ

أوَّاهُ يا أبتاهُ بعثرَنِي الرَّدى

إبَّانَ موتِكَ يا أبِي أوَّاهُ

سَكنَ الشَّقاءُ بِداخِلي , وَ احتَلَّني

مَنْ لِي بِبُعدِكَ أَشتهِي لُقياهُ ؟

مَنْ لِي إذا جَنَّ الدُّجَى يا وَالدي

يَسقي فؤادي مِن نَدى نجواهُ ؟

مَن لِي بِمِثلِكَ لو نَثرتُ بِكَفِّهِ

رُوحي , فَفَاضَتْ رَحْمَةً كَفَّاهُ ؟

وَ مَنِ الذي لو أحتويِهِ بأَضلُعي

فَاغْرَورَقَتْ بِدُموعِهِ عَيناهُ ؟

أَو مَنْ عَلَى قَدَمَيهِ أسكبُ لَهْفَتِي

قُبلاً تُسكِّنُ خَافِقي .. أبتاهُ ؟

يا أنتَ يَاوحْيَ السَّمَاء بِناظِري

أَوَلَسْتَ مَنْ نَشَرَ السَّنَا بدُعاهُ ؟

أَولستَ مَنْ رَوَّى الدٌّنَى فِي حَاضِري

وَرَجوتُ غيثَكَ أبتغي سُقياهُ ؟

أَفديكَ أنتَ أَبِي أَنَا لَولا الرَّدَى

لَولا القضاءُ فَأنتَ مَنْ أَهواهُ

أَنتَ الذي أنعشتَ روحي كُلمَا

آنستَ قلبي نازعًا شكواهُ

وَ مضيتُ بعدَ الفقدِ فِي عُمري سُدىً

عَبداً قَلَى بعدَ الوَفا مولاهُ

وَ خَلوتُ وحدي أمتطي بُؤساً غَدَا

كَطلاسمٍ وَ حُلُولُها مَعناهُ

وَ تَساقطتْ في شَقوتي مِزَعُ الضَّنا

وَتبخَّرَتْ في حَسرتِي دُنياهُ

مَا تاهَ عَنْ ذِكراكَ نبضٌ في دَمي

أوغابَ صوتُكَ يا أبِي وَ صَداهُ

وَ نَسيتُ مَاقد ماتَ مِن زَمَنِ الغِنَى

وَنَسيتُ أنْ أَنسى الذي أغناهُ

وَ لَقيتُ في نَفسي شَظايا سَلوةٍ

وسَلمتُ من سَقمي وَ عِشتُ قَذاهُ

وَ بكيتُ من ذِكرى أحاديثٍ مضتْ

وَحَننتُ لَكنْ , هلْ عَسى ؟ وَيلاهُ !

مَا زِلتَ يَا أبتاهُ فِي عَيني سَنَا

لا زلتَ نبضَ تَشَوُّقِي وَ رَجاهُ

مَا كُنتُ أعلمُ يا أبِي أَنِّي إِذا

فارقتُ " عُمري " غَابَ مَنْ وَاساهُ

إِنِّي زَهدتُ الحرفَ يُشْبهَهُ العَمَى

لولاهُ ما انتفضتْ يَدي لولاهُ

وَ زَهدتُ مِن بَوحٍ يُشاكلُهُ العَنَا

بعدَ الذي بالأَمْنِ قدْ سَاوَاهُ

وَ نَشرتُ شِعرِي هائِماً في ذَاتِهِ

وَ تَركتُ فِكْرِي ساهِماً يَرْعَاهُ

وَ نَظمتُ مِن وَجدي لَفائِحَ لَوعَتي

فَتَبَعْثرتْ في هَدأتِي ذِكْرَاهُ

سَكَنَ الثَّرى وَ سَكَنْتُ لكنْ فَوقَهُ

لَيتَ الذي أخْفَاه قد نَجَّاهُ

رُحماكَ ربِّي هَبْ لَهُ نِعْمَ الحِمَى

جَناتِ عَدْنٍ بِالجَزَا مَثواهُ

أَغْدِقْ عَلَى أَحنائِهِ فيضَ الرِّضا

وَ اسقِ الثَّرى , سُقياكَ يَا اللهُ

ربَّاه وَ اجمعنا نَعِش أبداً معًا

ربَّاه في رَوضِ المُنَى ربَّاهُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عِطاف سالم

avatar

عِطاف سالم حساب موثق

السعودية

poet-etaf-salem@

35

قصيدة

147

متابعين

عِطاف سالم أديبة وشاعرة من مكة المكرمة. حاصلة على الماجستير بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الثانية من جامعة أم القرى بمكة في البلاغة> صدر لها اثنا عشر مؤلفًا بين شعر ونثر،مهتمة بالفن ...

المزيد عن عِطاف سالم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة