عدد الابيات : 38

طباعة

فارقتني ففقدتُ مُذْ ذَاك الهدى

وهجرتني , والهجرُ بدَّدَني سُدى

وسلبتَ عُمرًا – فيكَ قدْ أهدرتُهُ

فرَّقتَهُ قِدَداً تلاشتْ في المدى

ياليتني ماقد عرفتكَ مطلقا

ياليتني ماقد عشقتُ مُجَدَّدا

أين الذي قدَّمتُه ؟ رغم الجفا

أين الذي أوَّدتُه فتأوَّدا ؟

أين انعطافي واتِّقادي والوفا

باتت حطاماً في الشعاب مُرمَّدا

أين الصَّفا – ويلاي كدَّره النَّوى

وغدت ليالينا رجُوماً صُرَّدا

ومضت تراتيلُ الهوى في حَيَّنا

حُلُمَاً تَمَشَّع في الدُّجى وَتَفَنَّدا

ألبستني ثوب الضَّنا و ظلمتني

وعَمَيتَني , لمَّا حسبتُكَ إثْمِدا

وشهدتَ معترك التّوجُّدِ في دمي

فضربتَ صفْحًا عنْهُ , باتَ مُشرَّدا

وشَقَقْتَ في صَلَفٍ عُرى أشواقنا

وأنا التي وثَّقتُ حبُّك مُذْ بدا

وأنا الّتي أُشربتُه لك َخالصا

وَخَصَصْتُ قلبَكَ – في الصبابةِ مُفردا

وأنا الّتي أبدعتهُ لكَ صادقًا

وأنا الّتي قطَّرتُهُ فتشهَّدا

وأنا التي آويتُ توقَكَ كلما

عصفتْ به ريحٌ فهاجَ و أزبدا

وأنا التي خالطته لك بي أنا

وَسلخْتَهُ عن روحهِ فَتَفصًّدا

فرضيتَ قتلي دون أيِّ جريرةٍ

ورغبتُ أن تبقى الرَّضِيَّ الأسْعدا

ونسيتَ وصلاً من يَدِيّ جنيتَه

وجزيتني هجرا ظلوما جَلْمَدَا

أسقيتني غُسلَ القُراح و لم تزل

تسقي رياضي القيحَ في كأس الصدا

ورشفتَ من عرقي شعوراً صادقا

وتركْتَهُ , إذْ جفَّ , من بعد الندى

وعبثتَ في روحي شَقِيَّاً مُعْتِبا

وتركتَ أنفاسي لهيبًا أسودا

وَغزوتَ أحنائي حنيناً جارفا

وتركتَها مِزقًا ليهتكَها الرَّدى

وبلوتني بالشَّوق يرشق مُهجتي

ونثرتُه لكَ حَالِماً ومُوَرَّدا

ومسحتُ دمعَكَ أفتديه – بأضلعي

وحَطَمْتَ ضلعًا – في هُيامِكَ مُجهدا

ويلاي منكَ فقد ألفتكَ صاحبا

والآن يصحبني الفراقُ تَوقُّدا

ماذا أروم الآن من دهري سوى

طيفٍ يفرِّق مُهْجَتِي كَمَداً غدا

صاحبتُ غيظكَ – و السماحةُ في يدي

وصحبتَ أوجاعي مَلوماً مُرعِدا

أشقيتَ أورادي الندية بعدما

غنَّى لها طيرُ الغرام و غرَّدا

وشكوتني وأنا التي أشكو الضنا

وبكيتَ منى ظالماً مُتَمَرِّدا

ونشرتَ حرفكَ مُرعِفا و مُسَيَّفا

وبقيتَ حتى في ضلالك سيِّدا

ألهبتَ قافيتي , فشعري قد غدا

برقاً يُسابقُ لَوعتي مُتَعَمِّدا

قلْ جاحداً قلْ ناقماً قل ساخطا

قل ما ارتضيتَ – من الكلامِ مُهدِّدا

إني وجدُّتك ثائراً لاترعوي

أبدا و لا ترجو خلاصي مُبْتَدا

ووجدتُ أنكَ مذ نشأتَ مُدلَّلا

تلقى الجواري – في بلاطِكَ سُجَّدا

ووجدتُ ظنَّك بي رديئاً أجعدا

لمَّا يقيني قدْ حباكَ الأجودا

أنسيت طعم الوصل مني – خمرةً

وهربتَ من حِضني لترميني عِدا ؟

ونسيتَ صمتكَ عابساً متجهِّما

وبراحتي سويَّتُه , فتنجَّدا

نشَّبتَ أوقاتي على خُشُبٍ النوى

أبكي هواني , إذْ نسيتَ الموعِدا

أقبلْ وكَفِّرعن ذنوبكَ راضخا

قيَّدت قلبي مجبراً فتقيَّدا

إنِّي برئتُ الآن من لومٍ مضى

جنّدتُ حرفي لاسعاً فتجنَّدا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عِطاف سالم

avatar

عِطاف سالم حساب موثق

السعودية

poet-etaf-salem@

35

قصيدة

147

متابعين

عِطاف سالم أديبة وشاعرة من مكة المكرمة. حاصلة على الماجستير بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الثانية من جامعة أم القرى بمكة في البلاغة> صدر لها اثنا عشر مؤلفًا بين شعر ونثر،مهتمة بالفن ...

المزيد عن عِطاف سالم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة