الرسالة الأولى: ما زلت أبحثُ عن أنثى تخلّدني وتنفخُ الروحَ في مصفرِّ غاباتي ما زلت أبحث عنها.. إنها حلُمٌ أو كوكبٌ قد توارى في السماواتِ إني وإن طال في ليل الهوى سفري لمستريحٌ على نهديك مولاتي لا تهربي.. إنني آتيك يا قدري وإن تأخر ليلي.. إنني آتِ! *** رسالة يائسة: متى تطئين القلبَ.. واللهِ إنهُ له ألفُ عامٍ لم يُدنَّس ولم يُطا له ألفُ عامٍ في انتظاركِ واقفاً من الوجدِ حتى كاد أن يتمرَّطا! متى يا خيالاً ليس يدنو لعاشقٍ تبيتين في عشِّي كما يرقدُ القطا عسى أعيناً ما هزها الحبُ ليلةً تذوقان طعم العشق يوماً فتهبطا *** بزوغ: يا ظل فاتنةٍ، في جوف هاويةٍ في قلب باديةٍ، ما عانقت بشرا إن كنتِ يا قمري، حتفي ومنتَظري فالقلبُ في سفرٍ، هيمان منتظرا أو طُفتِ بالسحبِ، عني لتحتجبي يوماً ستنسكبي، في مهجتي مطرا يوماً سأوقد من أحلامنا شهباً وسوف أرجع يا حوريتي قمرا *** هطول: أهلاً بساكنةِ الفؤادِ وشمسهِ أهلاً بسيدةِ الزمانِ وأمسهِ قد كنتِ وعد الله من عليائهِ فدنوتِ يا فرَح الشقيِّ وعرسهِ! حطي رحالكِ وانفخي صور الهوى فلقد بدت غرباً مطالعُ شمسهِ وقفي على عرصات قلبي واحكمي فإذا ظلمتِ.. فيا للذّةِ حبسهِ! *** التحام: رعى الله القصائدَ والنساءَ وأنفاسٌ زفرناها مساءَ وليلٌ لم يزل في ناظِرَينا تقافزت النجوم به حياءَ وغيماتٌ تظلّلنا بشوقٍ وتسقي جدول العشاق ماءَ وأحلامٌ بنيناها سراعاً وشاء الله أن تصلَ السماءَ! *** عناق: لوزيَّة العينينِ هل سحرٌ هذا الذي ألقاهُ من عينيكِ أبِهِم جنانُ الخُلدِ قد فُتحت أنهارها تجري على خدِّيكِ ضُمِّي ركامي إنني تعِبٌ لتنام أحلامي على زنديكِ نهداكِ سنبلتان كيف أنا أشقى وخدي فوق سنبلتيكِ! *** ضباب: ركبتُ فُلك ظنوني مسافراً في عيونك فتهتُ في ظلمائك وضعتُ في مكنونك قد صرتُ بين ظنون الـ ـنوى قتيلاً وبينك فإن نويتِ خصاماً فما حياتي بدونك؟ *** فراق: أعِد من كنتُ أعشقهُ أعِد من كنتُ أهواهُ أعِد من كانت الأيـ ـام تحسدني بلقياهُ أعِد من ضيَّعتني بسـ ـمةٌ.. زانت محيَّاهُ أعِدهُ.. أو ابتعد.. وستمـ ـسح الأيام.. ذكراهُ! *** حنين: واللهِ لو تفتحي قلباً سكنتِ بهِ لما وجدتِ نزيلاً غير ذكراكِ تنام من وجعٍ عينٌ.. وتوقظني عينٌ.. وما سهرت بالليل عيناكِ أكلّما ارتشف النسيان ذاكرتي سقيتني بدمٍ من عطركِ الزاكي! أكلّما سجدَت عيني تمرُّ بها مُزناً.. فتورقُ وردٌ كل أشواكي *** ندم: يا حلوتي.. ما كنتِ إلا خدعةً ما كنتِ إلا نزوةً بمنامي أرضعتِني حتى رويتُ صبابةً وتركتِ أحلامي بغير فطامِ لكنني آتيكِ رغم مواجعي رغم العواصفِ والفؤاد الدامي سأخبيء التاريخ خلف محاجري وسنلتقي يوماً من الأيامِ!
كاتب وشاعر سعودي حاصل على ماجستير في علوم الحاسب، له مجموعة شعرية صدرت في 2016 عن الدار العربية للعلوم بعنوان (نار وغناء وسمر) – عضو الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون.