... ست سنوات مرّت على ذلك اليوم الغريب ! كان يوماً فرْداً في حياتي .. إذ كانت تجربتي الأولى في الخضوع للتخدير .. ولما غبت عن الوعي ، استيقظت الروح !.. وهوَّمت محلّقةً فوق ثقلة الجسد .. فرأيت الاسمَ المفرَد .. ( الله ) .. قرأتُ الاسم الأعلى ، قراءةً تجاوزت حدودَ اللغة والزمان والمكان .. وأَعجمت مني البيان ! رحتُ أهتف في أعماقي : ( الله .. الله ) .. تجاوز الهتاف مسمعَ روحي إلى أذن ابني أحمد .. كان واقفاً يشهد .. ممسكاً بالجسد المستسلم إلى مولاه .. لما بدأت أصحو ، أو أعودُ من صحوتي ! تلقيت خبر زمِّ النياق ، وإعلان بَدء الرحيل . وفي لحظة الحقيقة ، سمعت نشيد الحادي إلى ديار الخلود .. وقع خبرُ الداء على قلبي برداً وسلاما ، وتسليماً ورضاء .. لم يكن الصبر وحده حاضراً عند الصدمة الأولى .. بل كان الصبر والشكر والرضا . و كلها بحارٌ من نعيم ، قد أتقنتْ سفينةُ قلبي العوم فيها .. كان الدعاء أول دواء اقتنيته من صيدلية السماء .. وما تزال روحي تتقلب في النعيم ، بين الصبر الراضي والشكر الهاني .. فلك الحمد يا مَن بيدك وحدَك نواصي العباد ، ومقاليد السماوات والأرض .. ويا ربنا الودود عافيتك أوسع لنا ، فلا تحرمنا من العافية في الدنيا .. ومن العفو يوم لقائك يا الله .. ...
د.عبد المعطي الدالاتي،شاعر و كاتب وطبيب مخبري حاز درع الطبيب العربي من نقابة أطباء سورية
ولد في مدينة حمص السورية عام 1961م.
المؤهلات :
- نال شهادة دكتور في ((الطب البشري)) من جامعة ...