الديوان » المغرب » أحمد الهيبة » إلام سهاد القلب والناس نوم

عدد الابيات : 51

طباعة

إلام سهاد القلب والناس نوّم

ويهتزّ منه العطف إن قيل مريم

ومدمع عيني كلما رمت ردّه

يفيض على الخدين شوقا ويسجم

فهل لسهاد القلب نومٌ وهل له

سكون وهل للدمع رد محكم

بلى إن تكن بالرشف مريم أعرضت

بألحاظها المرضى وللصب ترجم

كتمت هواها كي يقال سلوتها

وهل يألف الكتمان صب متيم

ولي مهجة في النازعات وعبرة

من المرسلات ديمة بل وديم

فما الودق إلا صبة من مدامعي

وما البرق إلا القلب إذ هو يضرم

لقد اشعلت قلبا وفيه توطنت

فلله جنات حوتها جهنم

وإن جلت في نظمي عليها تسرّعا

تناثر دمعي قبل ما لانظم ينظم

ولو جاءها خصم على مغرم له

لماد صريعا وانثنى وهو مغرم

معاطفها قضب على صبح وجهها

غدائرها ليل تدجدج مظلم

أما وحباب الثغر وهو مفلّح

وما هو إلا والجواهر توءم

وعطف كغصن البان هزّت له الصبا

بحقّف وألحاظ رنت وهي أسهم

لفيك من الشمس المنيرة ضوؤها

وليس لها منك الحيا والتبسم

وللريم منك الجيد والعين والحشا

وليس لها منك الروادف والفم

إذا حدثت في تربة أو تنفّست

فهاروت أو مسك علاه التنسم

رماني الهوى منها فهنت من اجله

وليس الهوى إلا الهوان المرخم

وخوفني حتى انتهيت لما يشا

كما خاف مولاه الوليّ المعظم

حليف العلا ماء العيون من ارتقى

إلى المكرمات قبل ما هو يفطم

إليه انتهى التعليم والعلم كله

وما الناس إلا عالم ومعلم

تقي همام موثق بعهوده

جواد كريم من كرام غطمطم

بلى إنه البحر المحيط بفضله

ولكنّه اشهى مذاقا وأعظم

وثج غيوث السحب إذ هي تراكمت

وليس لها منك العطا والتكرم

جنان نعيم في زهو لدى الهنا

ولكنه في البأس صبر جهنم

ولا غرو إن سلطت نقما على العدا

وجادت مع الرضوان لا غرو أنعم

له خلق أزهى من الروض ضاحكا

وفهم لسحنون يلى هو أفهم

وسخط لو أن النحل ترعاه دائما

لمجّته من أفواهها وهو علقم

ولطف لو الأفعى حوته بدمها

لأصبح منها سكرا ذلك الدم

وعدل لو أن العاشقين احتموا به

لرد سهام الاعين النجل عنهم

وعزم يزيل الطود بعد رسوخه

فلله ما يسدي لنا حين يعزم

ومجدرقى فيه وما غيره رقى

إليه ولو أن المجرة سلم

إذا شمّرت عن ساقها الحرب بعدما

بدى من ثناياها البلاء المصمم

وجال رماح الهند والريق غائر

وأضراس أفواه المهالك تبسم

سطا كالأسود الضاريات إذا سطت

له وثبات يا لهنّ ولهذم

كأنّ رؤوس القوم في الجو إذ رمى

عصائب طير في التخالف حوّم

يلذّ سؤال المعتفين بسمعه

كما لذّفي سمع الطروب الترنم

ترى بذله دأبا يشتت ماله

كأدمع صب هيجتهن أرسم

أقام اعوجاج الدين بعد انهدامه

وما زال طول الدهر وهو مقوم

أبوه وليّ عقبه سعد أنجم

وما هو إلا الشمس يعرف منهم

فإن قلت هل عندي علوم بوصفه

نعم بادرن إني بمارمت أعلم

فماء ولا ملح ولطف ولا هوى

وعلم ولا لد وسيف مصمّم

وإن قلت إن المكرمات فضائل

فذالك لفظ من معانيه يعلم

أبوها أخوها أمّها وكفيلها

سناها دوام الدهر والأخ والحم

لقد أمه المعروف والجود والتقى

وما هو إلا سائر حيث يمموا

أطال لنا رب العباد بقاءه

ولا زال آناف العدا منه ترغم

ليهنئك شهر الصوم وافيت أجره

وعودة عيد الفطر أنت مكرم

ولا زلت تكسو صومه من لياليه

قياماً وبالإقبال نحوك يقدم

ولا زال غضن البشر عندك فوقه

تغرد أطيار السرور وتنغم

إليكم اسير جاءكم في ذمامكم

وما في الذمام لازم ومحتّم

أغثني إذا ظلّت نفوس حزينة

وأرعد أفراص العصاة التندّم

صلاة على المختار ما ذرّ شارق

وما دام من يأتي لبابك يغنم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد الهيبة

avatar

أحمد الهيبة حساب موثق

المغرب

poet-ahmed-al-hiba@

77

قصيدة

101

متابعين

أحمد الهيبة بن الشيخ ماء العينين القلقمي فقيه وشاعر ومجاهد في بلاد المغرب الأقصى وشنقيط،,ولد سنة 1877م، في إقليم الساقية الحمراء جنوب المغرب. واشتهر بعلمه الغزير وثقافته الواسعة واطلاعه وذكائه وشعره ...

المزيد عن أحمد الهيبة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة