الديوان » شاهر إبراهيم ذيب » عَابِرُ خَرَابٍ

عَابِرُ خَرَابٍ 


 


 فِي شَوَارِعَ دِمَشْقَ 


رِجَالٌ يَنْسَلُّوُنَ 


وَاحِدَاً تِلْوَ الآخَرِ. 


تَفُوْحُ مِنْهُمْ رَائِحَةُ الضَّيَاعِ، 


وَبِعُيُونٍ لا تَعْرِفُ الرَّأْفَةَ 


تَنْبُضُ قُلُوْبُهُمْ بِالحِجَارَةِ. 


فِيْ شَوَارِعَ دِمَشْقَ 


رِجَالٌ يَلْهَثُوْنَ 


مِنْ قَسْوَةِ الجُوُعِ. 


أَيْدِيْهِمْ مُثْقَلةٌ بِالرَّهْبَةِ، 


وَيَتَعَرَّقُوْنَ مِثْلَ الجِعْلانِ 


عِندَ طَرْدِ الأرْوَاحِ مِنَ النَّوَافِذِ. 


فِيْ شَوَارِعَ  دِمَشْقَ 


رِجَالٌ ضَائِعُوْنَ 


كَمِيَاهِ البُيُوْتِ المُهَدَّمَةِ.. 


يَهْتِفُوْنَ بَأَمَلِ الحَيَاةِ، 


وَهُمْ يَقْتُلُوْنَ الأَبْرِيَاءَ. 


فِيْ شَوَارِعَ دِمَشْقَ 


رِجَالٌ خَائِفُوْنَ 


مِنْ ضِيَاءِ الشَّمْسِ. 


نَسَوْا سَبِيْلَ الرُّجُوْلَةِ، 


وَهُمْ يَشْتَهُوْنَ 


أيَّةَ  إِمْرَأَةٍ. 


فِيْ شَوَارِعَ دِمَشْقَ 


بَعْضُ أَزْهَارِ يَاسَمِيْنَ، 


وَشَجَرَةُ تُوْتٍ شَامِيٍّ  


تُخَضِّبُ الأَرْضَ،  


وَهِيَ تَرْقُبُ رِجَالاً بِنِعَالٍ بَالِيَةٍ، 


وَسَرَاوِيْلَ مُبَلَّلَةٍ. 


فِيْ دِمَشْقَ شَوَارِعُ 


لَم تَعُدْ شَوَارِعَ، 


وَأَبْنِيَةٌ لَمْ تَقْوَ عَلَى الوُقُوْفِ، 


وَعَابِرُ خَرَابٍ 


لا يُرِيْدُ أَنْ يَرْحَلَ 


مَا بَقِي فِيْ دِمَشْقَ شَارِعٌ وَاحِدٌ. 



نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شاهر إبراهيم ذيب

شاهر إبراهيم ذيب

117

قصيدة

طبيب استشاري أمراض جلدية وشاعر. ولد في بصرى الشام عام 1961، ودرس وأنهى فيها المرحلة الثانوية ثم التحق بكلية الطب البشري بجامعة دمشق وتخرج منها عام 1985. أثناء خدمته العسكرية الإلزامية تحصل

المزيد عن شاهر إبراهيم ذيب

أضف شرح او معلومة