الديوان » شاهر إبراهيم ذيب » جُذْوَةُ الوَجَعِ

عدد الابيات : 21

طباعة

الشَّــوْقُ يَحْـــرِقُ أَيَّامِـي وَيَحْرِقُنِـي

وَالتَّــوْقُ يُلْهِـبُ مَـا أَبْقَى ويُرْمِدُنِي

فَيَعْرُجُ الـرُّوْحُ فِـيْ لَهْفٍ إِلْى زَمَنٍ

لِيَلْتَقِــي بِنَصِيْــفٍ لِـي ويُـنصِفُـنـي

مِنْ حُلوَةٍ ضَاقَ صَدْرِي مِنْ تَبَاعُدِها

بِالجِسْمِ، والرُّوْحُ عِنْدَ الرُّوْحِ لَمْ يَبِنِ

إِذْ طَـالَمَـا مُــقْلتَـاهَـا فِـــيْ تَــدَلُّلِـهَــا

قَدْ مِنْهُمَا السِّحْرُ أَذْكَى مَا يُؤَرِّقُنِي

أَوْ طَالَمَــا ثَغْــرُهَا الأَخَّـاذُ إِذْ هَمَسَتْ

مِنْهَا الشِّفَاهُ بِعَذْبِ الهَمْسِ يُشْعِلُنِي

مَــا أَبْـدَعَ النُطْقَ إِنْ بَاحَتْ بِخَاطِرَةٍ

وَالوَصْفُ زَانَ بِرِقَّة صَوْتِهَا الوَسِنِ

كَأَنَّهَــا شَمْعَــةٌ قَــدْ سَـاحَ مِــنْ فَـمِهَـا

مِــنَ اللَّهِيْبِ رَقِيْقُ البـَوْحِ وَاللَحِنِ

أَسِيْحُ فِــي وَجْهِهَـا دَهْــرَاً ويَـأخُذُنِــي

مِنْهُ الخَيَالُ إِلَى الأَبْهَى وَيُرْجِعُنِي

تَدْنُــوْ وَتَبْعُــدُ فِــيْ دَلٍّ وَفِــيْ غُنُــجٍ

والُّلــبُّ هَــانَ وَقَبْـلُ لَمْ يَكُـنْ هَيِنِ

تَبَــدَّدَ الضَـوْعُ نَشْــوَاً فِــيْ تَمَايُلِهَــا

إِذْ شَـارَفَـتْ بِقَــوَامٍ أَهْيَـفِ الغُـصُنِ

آهٍ عَلَــيَّ لِـحُــــــزْنٍ لا يُـفَــارِقُنِــي

مُذْ غَـادَرَتْ وَرِمَـاحُ الوَجْـدِ تَنْهَشُنِي

أُمْسِي فَيَشْعُلُ فِـيْ صَـدْرِي لَهَـا كَمَــدٌ

وَالهَــمُّ حَـولِـيَ طُــوفَانٌ تَطَوَّفَنِـي

تَقَطَّـعَــتْ بِسُيُـوْفِ الـفَـقْــدِ هَجْعَتُــهَا

مِنِّي الجُفُونُ فَمَا زَالَتْ تُسَاهِرُنِي

وَتَـــذْرِفُ الآهَ تِـلـوَ الآهِ مِــنْ ألــــمٍ

فَمَــا اسْتَــرَاحَ بِـذَا قَلْـبٌ لِمُرْتَهِن

تَبَاطَـأَ الـدَّهْــرُ جِـدَّاً فِــيْ تَـهَاجُــرِنَا

وَفِــي لُقَـانَـا أَتَانَا مُســرِعَ الزَّمَــنِ

يَـا جُذْوَةِ الوَجَعِ المُضْنِي بِخَاصِرَتِي

تَكَــادُ تَلْفَــحُ أَضْـلاعِي وَتَنْفَحُنِي

مَا هَمَّنِــي مَا ابْتَلَــى رُوْحِي بِغَيْبَتِهِا

مِــنْ التَأَلُّــمِ أَوْ مِــنْ سَهْدَةِ الجَفِنِ

مَــا دَامَ فِــيْ قَلْبِي مَا يُذْكِي دَقَائِقَـــهُ

بِأَنَّــهَـا الحِـبُّ إِنْ تَدْنُــوْ وَإِنْ تَبِـنِ

إِنْ زَارَنِــي طَيْـفُ عَيْنَيْهَــا فَإِنَّ بِــهِ

وَصْلٌ لِرُوْحِـيَ فِيْهِ أَعْظَمُ المِنَنِ

مَــا هَمَّنِــي زَمَــنٌ أَمْضَيـْتُ مُرْتَقِبَاً

عَـدُّ السِّنِيْنِ بِهَا مَا كَانَ يُؤْرِقُنِي

إِنْ كَانَ يُؤْنِسُــهَا مَــا شَــاءَ لِي قَــدَرٌ

أو بَاتَ يُسْعدُهَا ما كَانَ يَقْتُلُنِـي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شاهر إبراهيم ذيب

شاهر إبراهيم ذيب

117

قصيدة

طبيب استشاري أمراض جلدية وشاعر. ولد في بصرى الشام عام 1961، ودرس وأنهى فيها المرحلة الثانوية ثم التحق بكلية الطب البشري بجامعة دمشق وتخرج منها عام 1985. أثناء خدمته العسكرية الإلزامية تحصل

المزيد عن شاهر إبراهيم ذيب

أضف شرح او معلومة