إلى يوسّو دي نور* أيها الأفريقي أكان جرحك قبل الصعود إلى المسرح؟ أكان شكل البلاد، التي لم تعرفها لتحملها أينما ذهبت، وتتحملها.. الشارع الخلفي "توحي الرائحة أنهم هم".. قالت رفيقتي الشوارع التي تختفي فيها الأبواب الخلفية، لنا نصنع منها الوطن الذي لا نعرفه، ورغم الحكاية، لا نجد رائحته لا نتعلم إلا من لوننا، لا نعرف إلا أجسادنا في الليل. العجوز منذ، وهذا العجوز لا يكف، عن حكايته وعن مرَدةٍ تلمع جباههم في الشمس، يقاسمون الأسد حمار الوحش، ويرقصون كل ليلة على نخب الطريدة القادمة العجوز، منذ يحفظ خارطته عن ظهر عمى، وكل يوم يقول "كومبو بولونغو".. راب** رافقني تعرف.. الأسمر الصغير يرددها بحماس يتقافز في هوس.. رافقني تسلم.. الإيقاع ذاته، والحركات ذاتها رافقني/ رافقني/ رافقني.. تعرف. مغارة مازالت هناك أتعرفين كم مضى قبل نومنا حتى انحل لوننا، وغادرت حواسنا جدار المغارة.. أنا هناك عند الصخرة الموازية، أطارد قطيع جواميس، كبيرة القرون وأنت على الصخرة المقابلة، نصفك العاري، يحدد أن العصر خصيب. حكاية .. في الكثافة، تظهر بنصفها علانية، وتحدد أن الخصب مازال، وأنه بعد وجبةِ الصلاة يعود.. .. في الصحراء.. تصنع من ثوابتها قصائد، وأغنيات وحكايات المسافر في مغاراتِ الملح.. .. في الشمال.. تتخلى عن الكثير من نصفها، لتمنحهم خصب البلاد.. .. في الشمال الأقصى، تغني على المسرح، وتكتب الروايات كل ليلة وتنزل تحت السرير غصباً.. .. في عدوة المحيط.. تنسج أغانيها الزرقاء، وتعيد ذات الحكاية كل ليلة، علَّ الصغير، يفيق على الخصب، والكثافة، عارياً.. * مغني أفريقي.. ** أحد فنون الغناء الحديثة التي ابتدعها السود غي أوربا..
رامز رمضان النويصري ،شاعر وكاتب ومدون ليبي،ولد بمدينة القاهرة بمصر في 1972، وترعرع وعاش في طرابلس - ليبيا ،
وفيها درس ومازال مقيماً بها.
بدأ الكتابة الشعرية، والقصصية، فعلياً منذ العام ...