هناك آلافُ الطرق .. و قدمي لا يسعها إلا طريقٌ واحد تهيمُ فيه نحو آخرِ خيطٍ من ضوءِ العصر يحينُ المغربُ الدامي .. و يليهِ الليلُ الخامد فتنتشرُ النجومُ كأطفالِ المدارسِ .. حينما يدقُّ الجرس و يغربُ المديرُ خلف أفقه حان الظلام .. و بدأ الأطفالُ بالمرحِ خلف القمر كنتُ أخبئُ وجهي من أضواءِ العربات بل و حتى ظلَّي كان يختبئُ خلفي فهو يهابُ الضَّوء ! أراهُ يتحركُ بسرعةٍ على الحائط .. كلما مرت عربة مررتُ بهذا الشارعِ المنير غريبٌ بلا مظهرِ حزن رحتُ أرتطمُ بين جدرانٍ من الغرباء حينها مررتُ جنبَ وجهٍ كدتُّ أنساه فصرتُ أنا .. من يختبئُ خلف ظلِّه !
إسمي مصطفى محسن الركابي، طالب للطب العام في جامعة الكوفة. عمري عشرون عاماً. بدأت الكتابة منذ ستة أعوام، و أصدرت ديواني النثري الأول في الشهر الرابع من هذا العام.
وِلِدتُّ في عائلة متخمة بالش