الديوان » عمر تامر الكاشف » المومس الصغيرة

عدد الابيات : 40

طباعة

يا طفلةَ النَّهديْنِ لا تتَوَهَّمي

و تَكَوَّمي ، نارُ الغريزةِ مُطفأهْ

ما أعتقَ اللبَنَ الكريهِ بجُعبةٍ

أيُّ الدَّسائسِ شئتِهَا و الأوْبئهْ ؟

لا لن أكونَ مُسَكِّنًا في نزوةٍ

كمْ من هوًى بكِ كانَ مثلَ اللؤلؤهْ

لا تعبثي بي فالمواقدُ مِرجلٌ

و النَّهْدُ هذا جيفةٌ مُهترئَهْ

أيُّ الصُّنوفِ رأيتُها من قصَّةٍ

واللهِ ما للأمرِ هذا من فِئَهْ

شَبقٌ ببَحرِكِ لاعجٌ بتهجُّمٍ

و ظننتُ بالأشواقِ أنَّكِ هادئهْ

هذا الكتابُ مُحقَّرٌّ مُضمُونُهُ

عُنوانُكِ الخَّداعُ يجذبُ قارئَهْ

و قُراضةٌ أكلَتْ شفاهَكِ تينةً

مُعصُورةً و الدُّودُ يأكلُ في رئهْ

كُفِّي و عودي للمخادعِ طفلةً

و نهودُكِ البيضاءُ أضحتْ صدِأهْ

و أبوكِ يجهلُ عارَهُ من بيْتِهِ

و القلبُ سُقْمُ مرارةٍ مُتقيِّئَهْ

تُوبي فعِرضُكِ باهتٌ مُتمزِّقٌّ

تُوبي و منْ قلبي إليْكِ التَّهنئهْ

نبأٌ أتاني عنكِ يا مشبوهةٌ

عن رقةٍ و بكارةٍ مذبوحهْ

عن ذلك الحب الرضيع بشوقنا

و مدامعٍ بدمائنا مسفوحَهْ

عن زائرٍ في كفَّه اللذاتُ

يبسطها غوًا في الحلمةِ المقروحهْ

هذا الضلالُ لبستِهِ بتحشُّمٍ

و القيءُ يدري الأبحرَ المفتوحهْ

جزّارةٌ عنَّا عيون النَّاسِ تأ

كلُنا و من هذي اللحوم شريحَهْ

أكذا تبيعينَ الهوى جودًا لهم

و لنارِ شوقي في الغرامِ شحيحَهْ ؟

نبأٌ أتى ، يا ليتني من غير

أذْنٍ أو فؤادي الهشُّ مثلُ ذبيحَهْ

قلب ضريرٌ جلمدٌ ، و الآهُ

مسموعٌ و أنتِ على الفِراشِ طريحَهْ

يا مُومسًا بين الضباعَ تحسَّبَتْ

أنَّ الضباعَ مُحبَّةٌ و سميحَهْ

لكنَّما الأقذاءُ تعمي وردةً

عن طيبِ بستانٍ و عن أرجوحهْ

كم سدَّ هذا الجهلُ مسمَعها و قد

راق الزنا و قد اشتهيتِ فحيحَهْ

نبأٌ أتى ، يا ليتني مقتولُ لكنّي

به كالجثَّةِ المطروحَهْ

نبحتْ نهودُكِ بالهوى للعظمِ

فاستقبلتِهِ كالكلبةِ المسعورهْ

و على أنين الليلِ بابٌ أسودٌ

يُبكيكِ إذْ عزَفَ الذئابُ صريرَهْ

مسمومة الثَّديينِ كُفّي سُقيةً

كم زائرٍ أسقيته مجبورَهْ

جفّ الحليبُ بثديكِ المعصور

كالقصبِ المُسكّرِ فامنحيهِ عصيرَهْ

يا ليتني أعمًى عن الأشواقِ يا

تعسي و أنواءُ الدموعِ غزيرَهْ

هذا المساءُ و ذا أنا مُستضعفٌ

مُتلعثمٌ ليت القلوبَ ضريرَهْ

هذا الرصيفُ و هذه الأشواقُ قد

بِيحَتْ و بات الحُبُّ بالتسعيرَهْ !

يا طفلتي في الأمسِ كُنتِ قصيدةً

فيها الضفائرُ غرَّدتْ مسرُورهْ

و اليومُ أين هي الضفيرة طفلتي ؟

ماتْ الربيعُ و روضة التضفيرَهْ

هذا الذي ألبَسَكِ الياقوتَ سرجَ

حمارةٍ و منَ الثيابِ حريرَهْ ؟

ذبلُتْ ورودُ الشوقِ في قلبي فخليهِ

ليسرقَ ما أحسُّ و يستبيحَ زُهورَهْ

أكلَ الذبابُ الفخذ بعدَ تعفُّنٍ

مهتوكةُ الشفتينِ يا مقبُورَهْ

يا جيفةَ الشوقِ التي أدمنتهُا

و كرهتُها , إنَّ الحميرَ كثيرَهْ

حربائتي احترقِي كما أحببتَ ما

أنا مشفقٌ إنَّ العيونَ ضريرَهْ

ابقي كذا إنّ المتابَ عليكِ عارٌ

حُلوتي , فابقي كذا خنزيرَهْ

كم عاشقٍ أخذ الحنينُ شبابَهُ

و الشوقُ جاءَ لصاحبِ التسعيرَهْ

في ذلك الليلِ البهيم رأيتها

و الوردُ كالبلَورةِ المكسورَهْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمر تامر الكاشف

عمر تامر الكاشف

79

قصيدة

شاعر من مجافظة الغربية على مشارف العشرين له ديوانان تم مناقشتهما و إقامة حفل توقيع لكل منهما و هما من الفصحى الأول ديوان قال لي الفيروز و هو قصائد نثرية و الثاني ديوان سوداء اليمامة و هو قصائ

المزيد عن عمر تامر الكاشف

أضف شرح او معلومة