الديوان » شاهر إبراهيم ذيب » ليتَ أنِّي ما كَبِرْتُ

ليتَ أنِّي ما كَبِرْتُ

عِندما كنتُ صغيراً
كنتُ أنتظرُ النجومَ لتحتويني
لَمْ أكنْ أشعرُ أنَّ البُعدَ عنها
يَفصِلُ البؤبؤَ
آلاف السنينِ عن السماءِ
ولمْ يكُن بيني وبينَها
عند إغماضِ جُفوني
غيرُ رقصةِ طائرٍ
أو تراتيلَ لحائرْ
*****
عندما كنتُ صغيراً
كنتُ أبسطُ أذرُعي
لتهبطَ النجمةُ حيناً
تستريحَ على يديَّ
أرسمَ حولَ عُنقها إكليلَ نور
أنفثُ في بريقها
آهاتِ طفلٍ حالمٍ... أو عالمٍ
ثم أرسلُها إلى قلبِ الفضاء
****
عِندما كنتُ صغيراً
كانَ للإحساسِ أشكالٌ كثيرةْ
وردةً كانَ وكنتُ لها النَدَى
فارساً كانَ وكنتُ له حِصاناً
كان للإحساسِ أقمارٌ
وكنتُ لها المَدَى
هكذا كنتُ ولكنِّي كَبرتُ
وانقضى وقتٌ طويلٌ
لم تزُرني فيهِ نجمةْ
أو تداعبْ حُلمُي أطرافُ نسمةْ
وانبرتْ أشواكُ إحساسٍ جديدٍ
تأخذُ النفسَ بعيداً
خلفَ نزواتِ الهوى
فلم أعدْ طفلاً نقياً
لم أعدْ حتى سَراباً
أو هواءً أو ثَرى
آه يا نفسُ اتركيني
ليتَ أنِّي ما كَبرتُ
ليتني مِتُّ صبيا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شاهر إبراهيم ذيب

شاهر إبراهيم ذيب

117

قصيدة

طبيب استشاري أمراض جلدية وشاعر. ولد في بصرى الشام عام 1961، ودرس وأنهى فيها المرحلة الثانوية ثم التحق بكلية الطب البشري بجامعة دمشق وتخرج منها عام 1985. أثناء خدمته العسكرية الإلزامية تحصل

المزيد عن شاهر إبراهيم ذيب

أضف شرح او معلومة