الديوان » شاهر إبراهيم ذيب » المتسولُ الصَغيرُ

المتسولُ الصَغيرُ

طفلٌ سَليبٌ
صارَ في وطني السَّليبْ
مثلَ السُّهولِ كئيبةً
عارٍ ويرتقبُ السَّماءَ
عَبرَ الشوارعِ والأزقَّةِ
تاهَ يَستجدي العَطاءَ
قدْ غَيَّبَ البؤسُ ابتسامتَهُ
وأنهكَهُ لهيبُ الشَّمسِ
أضناهُ التوسلُ للغريبْ
طفلٌ سليبْ
*****
للطفلِ في وطني الحبيبْ
عينانِ مِنْ حزنٍ رهيبْ
قد غابَ مِن أحداقهِ وَهْجُ الحياةْ
فغدا يُعاندُ حظَّهُ المحفورَ
في كفِّ المَذلَّةِ والسؤالْ
في البيتِ
لا فرحٌ يعانقُهُ ولا
أيدٍ فتمسحُ فوقَ مَفْرِقِهِ الصغيرْ
قد ماتتِ الأمُّ التي تأويهِ
من قهرِ الكبارْ
لمَّا يَروحُ وكفُه خاوي الوِفاضْ
من درهمٍ يحميهِ من جوعٍ
وإخوتَهُ الصغار
*****
طفل صغير
على الرصيف
تَراهُ حيراناً يجول
مِنْ حولهِ هذا الذي
ينهرْهُ في عُنفٍ، وذا
يُعطيهِ مِنْ طَرفِ الحذاءِ مُرددا
هيا ابتعدْ مِنْ ههنا
فالحَقُّ أَنَّكَ في الدُنا
ذَنبٌ ولا يَحْمِلهُ غيرُك يا ذباب
وبقلبهِ المكسورِ يمسحُ
فيضَ عينيهِ الغزير
ويظلُّ يَركِزُ في هجيرِ الشمسِ
يبحثُ عن طفولتِهِ
وعن وطنٍ سراب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شاهر إبراهيم ذيب

شاهر إبراهيم ذيب

117

قصيدة

طبيب استشاري أمراض جلدية وشاعر. ولد في بصرى الشام عام 1961، ودرس وأنهى فيها المرحلة الثانوية ثم التحق بكلية الطب البشري بجامعة دمشق وتخرج منها عام 1985. أثناء خدمته العسكرية الإلزامية تحصل

المزيد عن شاهر إبراهيم ذيب

أضف شرح او معلومة