عدد الابيات : 20

طباعة

مَا قَدْ يُلَمْلِمُنِي بعدَ انكِسَارَاتِي؟

وَ مَا سَيُبْعِدُ عنِّي كلَّ آهاتِي؟

تسعّرت من لظَى الخَيبات عاطفتي

وليس يُخمدُ لَهْبِي صَوتُ أنّاتي

أنَا الخَيالُ الَّذِي مَا بانَ صاحِبُهُ

وَ لا انعكاسَ لهُ فِي سَطحِ مرآةِ

أَرَى وَ لستُ أرَى إذْ لا أرَى أحَدًا

وَ كُلُّ طَيفٍ يَرَى فِيَّ انعكَاساتِي

أجْرِي بعكسِي وَعكسِي لَا يُعاكِسُنِي

فإنْ خضَعتُ لَهُ أبدَى انحناءَاتِي

بَعضِي علَى بعضِهِ هوجاءُهُ انفَجَرَتْ

كأنَّ حرْبَهُمَا ضِدَّ انتِصَارَاتِي

أنَا الَّذِي كُنْتُ كالأطلالِ بينَهُمَا

 فدَمَّرَا بِطُبُولِ الحَربِ ابْيَاتِي

مَا عُدْتُ إلَّا شَهِيدًا فِي صِراعِهِمَا

يصَلَى جحِيمهُمَا لَا حُسنَ جَنَّاتِ

تساءَلَ الكَونُ عنْ أبعادِ أُحجِيَتِي

وَ مَا تساءَلَ عنْ هَمِّي وَحَاجَاتِي

يرَى مياهَ بحارِ الأرضِ تُغْرِقُنِي

لمْ يدرِ أنِّي غَرِيقٌ فِي مُجَارَاتِي

فِي كُلِّ يَوْمٍ يُحَيِّينِي لِأُهدِيَهُ

تَحِيَّةً ثُمَّ ينآى عنْ تحِيَّاتِي

كالظِّلِّ يمضِي بلا قولٍ وَلا كلمٍ

وَيختَفِي كاختِفَاءِ الذَّاتِ فِي الذَّاتِ

فِي مُقلَتِي حُبِسَتْ أنواعُ أخيِلَةٍ

شرَابُهَا مُسْكِرٌ مِنْ حُرِّ عَبْرَاتِي

بنَاتُ قلْبِي علَى أضلاعِهِ رَقَصَتْ

حتَّى بَدَيْنَ حسانًا صنوَ زَوجاتِ

سألْتُ : أينَ أنَا؟ هَلْ مِتُّ مُنتَشِيًا؟

أمْ ضِعتُ مُختَفِيًا بينَ المَمَرَّاتِ؟

أجبْنَنِي: لا!  وَ لَا تسألْ فأنتَ هُنَا

هُناكَ لَا تلتفِتْ أرضُ النّهاياتِ.

حَمَلْتُنِي بينَ أوراقٍ تُطَارِدُنِي

كأننِي لَفْظَةٌ بينَ الكتابَاتِ

رسمتُنِي ألِفًا فالوَصلُ فارقَنِي

وَالقَطْعُ آلَمَنِي فِي كلِّ أوقَاتِي

مَحَوْتُنِي فرأيتُ المَاءَ يكتُبُنِي

كَتَبْتُنِي فغدَا ذا الماءُ ممحَاتِي

الآنَ أدرَكتُ أنِّي لوحةٌ رُسِمَتْ

بريشَةٍ هَمُّهَا ملءُ الفراغاتِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن فريد مرازقة الجزائري

فريد مرازقة الجزائري

63

قصيدة

الشاعر فريد مرازقة الجزائري شاعر عمود بالعربية الفصحى.

المزيد عن فريد مرازقة الجزائري

أضف شرح او معلومة