يَا شَيخ
مَا حُكْمُ الحَيَاةِ إذَا الحَيَاةُ غَدَتْ تُبَجِّلُ أحمَقَا
وَتَصُبُّ مَاءَ شقَائِهَا دَوْمًا عَلَى فَحْلِ الرِجَالِ لِيغَرقَا؟
أنَعِيشُهَا؟
أمْ نكتَفِي بِالمَوْتِ فِيهَا كَيْ نعِيشَ المَنطِقَا؟
أَيَجُوزُ ذَا؟  أم لا يجُوزُ وَ هلْ يَجُوزُ مماتُنَا
رغْمَ البقَا؟
أيَحِلُّ لِي أنْ أستَبِيحَ قصيدَةً تُغْرِي انتشَائِيَ
بالتَّبَرُّجِ رَغْمَ أنِّي قدْ عشقتُ منَ القَصَائِدِ حُسْنَهَا
أيَحِلُ لِي أنْ أختفِي مَعَ نُوتَةٍ شَرْقِيّةٍ فِي ليلَةٍ غربِيّةٍ فِي غرْفَةٍ حمراء...أشْعِلُ لَهْبَهَا...
حتَّى تَمُوتَ لتنطِقَا؟
 
أيجُوزُ لي أن أحتسي خمرَ القريضِ بلا ذُنُوبٍ فوقَ صدْرِ قصيدَةٍ لأرَى فؤادِيَ راقِصًا فوقَ الغُيُومِ مكانها من فرطِ شَوْقٍ أبْرَقَا؟
أيَجُوزُ لي مَا لَا يَجُوزُ لِعاشِقٍ ؟
أيَحِلُّ لِي أنْ أختلِي بقصيدَتِي حتَّى أضَاجِعَهَا بِلا خَجَلٍ وَأُرْوِيَ بَيْتَهَا ....
يَا شيخُ قل لِي هلْ يجُوزُ الموتُ فِي أحضانِهَا حتى أعيشَ مُخَلّدًا وَ تعيشَ فيَّ ...
أجِبْ بِحُكْمٍ قاطِعٍ فيهِ الدَّليلُ لأنَّنِي...
مَا عُدْتُ أحيَا مُطْلَقَا
يَا شَيخُ! أرْضِي لَمْ تعُدْ أرْضِي
وَشمسِي لَمْ تعُدْ شَمسِي وَقلبِي لَمْ يعُدْ قلْبِي فَهَلَّا
قلْتَ لِي أيجُوزُ مَا أسْلَفْتُهُ
مِنْ بَابِ (إنصافِ النَّقَا)؟
قَالُوا (يجُوزُ لِشَاعِرٍ مَا لا يَجُوزُ لِغَيرِهِ ) لَكِنَّنِي فِي ذا الزَّمَانِ رَأيتُ مَا قالُوهُ زُورًا وَالَّذِي قدْ قالَهُ بينَ المَحاكِمِ حامِلًا خيبَاتِهِ ....
وَالحُكْمُ فيهِ غدَا كَنارٍ مُحرِقَا
أنَا ذَا أمامَكَ سائِلٌ مِنْ حيرَتِي...
أيجُوزُ كُفْرٌ بِالنَّذَالَةِ من تُقَى؟
مَا حُكمُ شَرْعِ الشِّعرِ فِي جُثمانِ حَيٍّ مَيّتٍ ...
رغمَ البقَا؟

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن فريد مرازقة الجزائري

فريد مرازقة الجزائري

63

قصيدة

الشاعر فريد مرازقة الجزائري شاعر عمود بالعربية الفصحى.

المزيد عن فريد مرازقة الجزائري

أضف شرح او معلومة