الديوان » شاهر إبراهيم ذيب » أولُ ليلةِ موتِنا

أولُ ليلةِ موتِنا

كانَ الموتُ موعدَنا
اتفقنا أنْ نحيَّاهُ معاً
فهو الحالةُ الوحيدةُ لتَجْمَعُنا
حزَمْنا حقائبَنا
والتقينا وسطَ القصيدةِ
تَردَّدنا
أيةُ طريقةٍ نختارُ لولوجِ الموتِ
طريقةً ليسَ فيها إيلامٌ
أَمْ طريقةً أكثرُ إبداعاً
*****
في الموتِ اتَّحَدْنَا
لا شيءَ يفصلنُي عَنكِ
نسهرُ معاً ونغفو معاً
نناقشُ قصائدَ ما قبلَ الجاهليةِ
وما بعدَ الحداثةِ
تفاصيلُ وجهكِ كانتْ غائبةً عني
ولكنَّكِ كنتِ في تفاصيلِ موتي الدقيقةِ
*****
ظننتُ أَنَّ الموتَ يختزلُ الأشياءَ
فذُهلتُ مِن اتساعِ فضائِها
إِذْ كانت أكثرَ وأكبرَ
هنا الأعدادُ لا تُكتب بالأرقام وحدِها
بل يفصلُ بينها قلوبٌ ودموعٌ وأشياءٌ أخرى
*****
أتذكرين
في أولِ موتٍ لنا
سألتِني ضاحكةً عن كلمةٍ
بها أرقامٌ يفصلُ بينها
قلبٌ ويدٌ وتنهيدةٌ
استغربتُ وجودَ التنهيدةِ هناك
فقلتِ لي
بأنَّ مشاعرَنا تتجسَّمُ في الموت
أيةُ روعةٍ يمكنُ من خلالِها
أَنْ تعرفَ حجمَ حبِكَ لشخصٍ ما؟
وكيفَ لشوقٍ أن يَتمثَّلَ في حَضرةِ الموت
احْتَرتُ بتلكَ الكلمةِ
إذ لم تصادفني في حالاتي السابقات
ولم يُطلعني الرَّبُ عليها في الموت
ضحكتِ كثيراً
حتى ابْتلَّتْ خدودُكِ بالدموع
وبعدَ ترددٍ
سألتُكِ عن المعنى
فقلتِ لي
هذا هو اسمكَ يا حبيبي
وتابعنا التَّعَرُّفَ على المفردات

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شاهر إبراهيم ذيب

شاهر إبراهيم ذيب

117

قصيدة

طبيب استشاري أمراض جلدية وشاعر. ولد في بصرى الشام عام 1961، ودرس وأنهى فيها المرحلة الثانوية ثم التحق بكلية الطب البشري بجامعة دمشق وتخرج منها عام 1985. أثناء خدمته العسكرية الإلزامية تحصل

المزيد عن شاهر إبراهيم ذيب

أضف شرح او معلومة