الديوان » شاهر إبراهيم ذيب » اعتذارُ مُنتَحِر

اعتذارُ مُنتَحِر

مَاذا أقولُ لِمَنْ رَأوني
إِنْ شاهدوكِ في عيوني
فأنا  أعْطَيتُ وعداً
أَنْ يَظَلَّ القلبُ مَثواكِ
وأَنَّ تَشَوُّقِي سُوراً لكِِ
ثمّ نكثتُ... فاسمحي لي واعذُريني
فأنا ما عادَ يُمكنُنِي
مُقاومةَ اندفاعي
في لَظَى جَفنيكِ
أو في حُرقةِ اللَّحظِ المُطَوَّقِ
بالوساوسِ والشُجونِ
فغَزَوْتِ كلَّ أَعْضائِي
ومن ثَمَّ كما الطُّوْدِ انْتصبْتِ
بينَ أَنفاسي وأحرقتِ سِنيني
*****
ماذا أقولُ
وأنتِ الآنَ عَوسجةٌ
تُمارسُ لُعْبَةَ الإغواءِ
ما بينَ الكواكبِ
ثمّ تَمضِي في ثنايا النَفسِ تُضْنينِي
وليسَ بِقُدرتي التَحليقُ
ما بينَ المجرَّاتِ
وليسَ بِطاقةِ الموتِ  ابتداءً
أَنْ يُراوغَ غُربَتي أو يَحتويني
*****
ماذا أقولُ لمَنْ رَأوكِ في عيوني؟
فالشمسُ هلْ يُمكنُها
أَنْ تَختفي في النورِ إِنْ شاءتْ؟
وهلْ جِيْزَتْ للهفةِ عاشقٍ أَنْ تنتهي
منْ غيرِ أنْ تُضنيهِ آهاتُ التَشَظِّي
في ليالي النائحينَ والوجعِ اليَقينِ
*****
لا تَرحلي
أَرجوكِ أَنْ تبقَيْ قليلاً
فوقَ أهدابِ جُفونِي
إِنَّ بعضَ الوقتِ يَكفينِي
لأَنحرَ خافقي
عندَ عينيكِ الرهيبةِ
ثم أُعلنُ النَّكْثَ بعهدٍ
بعدَ أَنْ قلبُكِ
قد خَانَ المواثيقَ النبيلة
واسمحي لي بعد موتي أَنْ أَضُمَّكِ
من شِغافِ القلبِ حتى المُعصراتِ
ولتَكونِي جَنَّتِي
في السَرْمَد العِشقيْ
فكُوني... ثمَّ كُوني

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شاهر إبراهيم ذيب

شاهر إبراهيم ذيب

117

قصيدة

طبيب استشاري أمراض جلدية وشاعر. ولد في بصرى الشام عام 1961، ودرس وأنهى فيها المرحلة الثانوية ثم التحق بكلية الطب البشري بجامعة دمشق وتخرج منها عام 1985. أثناء خدمته العسكرية الإلزامية تحصل

المزيد عن شاهر إبراهيم ذيب

أضف شرح او معلومة