الديوان » السعودية » محمد حسن فقي » تنفيس .. وتقديس

عدد الابيات : 23

طباعة

جراحٌ تَسِيلُ . وما مٍن طيبٍ

ولا مِن دواءٍ يداوِي الجراحْ!

وأُلْقى السَّلاحَ فَتَأْبى الخصومُ

وقد دُجَّجوا بحديدِ السلاحْ!

وقد هَتفوا بمريرِ العداءِ

بِحُكْمِ السُّيوفِ. بِحُكْمِ الرِّماحْ!

وظَنُّوا بأنِّي كرِيشِ الطُّيورِ

يُقابِلُ في الجوَّ هُوجَ الرِّياحْ!

بقد وَهَمُوا يا له من خسارٍ

يُطاوِلُ بالجهلِ رَبَّ الرًِّياحْ!

ساُّلْقِي بهمِ في مَهاوِي الرَّدى

وليس على سطْوتي من جُناحْ!

وسوف يَرَوْن المساءَ المُخيفَ

ولا يُبْصرون وَضِىءَ الصًّباحْ!

وسوف أُجَلَّلهُمْ بالشَّكيم

فَيكَبَحُ منهم غَوِيّ الجِماحْ!

إذا ما اسْتَبَدَّتْ بِعَقلِ الخصِيمِ

حماقَتُهُ. غاب عنه الفلاحْ!

وسار إلى حَتْفِهِ ما يَرِيمُ

ولاحَ الفَسادُ له كالصَّلاحْ!

لقد كنتُ أرجو السَّلامَ الكريمَ

وما كنتُ أَرجو الخِصامَ الوَقاحْ!

فما كانتِ الحرْبُ إلا الدَّمارَ

ضروساً. وإلاَّ الدَّمَ المُسْتَباحْ!

يُجانِبُها الفارِسُ المُسْتَعِزُّ

فما جِدُّ وَقْدَتِها كالمِزاحْ

ألا رُبَّ فاتِنةٍ كالشَّعاع

إذا ما رأَتْني رمَتْ بالوِشاحْ!

وما أنا بالعاشقِ المستهامِ

لَهيفاً بدُنْيا الهوى والمِلاحْ!

ولا بِرحيقِ الدَّنانِ الشَّذِيَّ

ففقد طابَ بعد الغُدُوَّ الرَّواحْ..!

ولكنَّني هامٌ باليراعِ

يُدَبِّجُ شِعْراً يناجِي الطَّماحْ..!

له عَبَقٌ كَعَبيرِ الرِّياض وأشْذى

فما وَرْدُها والأَقاحْ؟!

فكَم ظَبْيَةٍ ضاء منها الفُؤادُ

وضاء الكِناسُ بِسِحْرِ الصُّداحْ!

بِشِعْرٍ له شامِخاتُ الذُرى

تَدِينُ. وتَهْفو له كالبِطاحْ!

صَدُوقٍ يُقَدسُ مَجْدَ الحياةِ

كما قَدَّسَ النَّاسُ مَجْدَ الصَّحاحْ!

فما أَطْلَقَ الحُسْنُ مِنِّي السَّراحَ

بَلى .. أنا أَطْلَقْتُ منه السَّراحْ!

إذا فَشِلْتُ بِدُنْيا الحُطامِ

فَكَم فَشلٍ غارَ منه النَّجاحْ!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد حسن فقي

avatar

محمد حسن فقي حساب موثق

السعودية

poet-mohamed-hassan-faqi@

99

قصيدة

128

متابعين

محمد حسن بن محمد بن حسين فقي،أديب وكاتب وشاعر سعودي. ولد في مدينة مكة المكرمة سنة 1914م، تلقى علومه بمدرستي الفلاح بمكة المكرمة، وجدة، وتخرج من مدرسة الفلاح بمكة المكرمة.وثقف نفسه ...

المزيد عن محمد حسن فقي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة