اخرجي كما دخلت فجأةً
و غادري حدائق الصفاء و العيون لحظة ً
و ودعي اشتياق من حباك من جواهر الأُلى
و من كواكب العُلا
و احتواك موجة ً بساحل الحياة و الزمن ..
هكذا انتصرت يا شجن
و هكذا أكون كلما تداعت المحن
مثابراً و قادراً و ملهماً
بآخر القصائد التي تطل من لواحظ القمر
قريحتي أحاطها النقاء لم تعد
بشائري كسائر البشر
تغوص في عميق ما تهاوى و اندثر
و لم أعد كما ابتدأت سابحاً بمقلتيك
لم أعد معلقاً بأذرع الشجر
و لم أعد مخالفاً شريعة البقاء تائهاً
و جاثماً على الرمال كالحجر
يا طائر الصباح هلّ من روائك الأمل
و بيننا الهواء قد رفل
جريئة مشاعري قديرة مثابرة ..
نقية أمينة قوية و صابرة
تقاوم الأسى
بساعة من الشقاء عابرة
و تهجر الضباع إن رسا
فتصبح الحياة في مسيرها مقدسة ْ
و يصبح الزمان كالحديقة الهوى
و يصبح الأمان في محافل النوى ممارسة
لا تحملي عليّ إن رجعت خارجاً
من الهزيمة البكاء فارسا
أحول الدموع في خدود وردة حزينة و يائسة
لقطرة من الندى
تغازل المدى
بمقلة جميلة و ناعسة
يا آخر النساء في عوالم ٍ من الهموم بائسة
يا آخر السهام و المواسم الكلام
انزعي من الصدى هواجسه ْ
و ا خرجي كما دخلت في مدينتي
وديعة و آمنة
و غادري سفينتي
على قوارب النجاة ساكنة
و اطلعي من اشتعال دهشتي
فما عسى
لهذه الحقول أن تظل عابسة
و ما عسى
لمن تراءى و اكتسى
بسندس من الجلال
أن يعود كالظلام دامسا
و ما عسى
لمن أحاط فرحة العيون هالة من الصفاء
حوّل العبير موكباً مُقدّسا
و كل حانة من العناء
تحمل الأنين في نواحها
و تفقد الرنين في صباحها
لنرجسة
يا شاعر القبيلة الهمام هكذا
تظل في مواقف الزمان سيداً
و قائداً و رائداً مهندسا
و هكذا أراك مثلما
أحب أن تكون للديار نشوة
و للصغار قدوة
و للحياة منزلاً و مدرسة
و هكذا أحب أم أراك إن أتيت
أو مشيت
أو بقيت جالسا
هكذا أحب أن أراك
هكذا.
البروفيسور معز عمر بخيت هو أستاذ جامعي سوداني سويدي من أم درمان.
الرئيس التنفيذي (المؤسس) لمركز الأميرة الجوهرة للطب. وهو أستاذ ورئيس قسم الطب كلية الطب ، جامعة الخليج العربي ...