كن شاطئي يا بحر واحمني
من موج هذه المدينة ْ
كن قلعتي و زورقي
و حصني الأمين و السفينة
كن راحتي و مضجعي
و رونق الصفاء و السكينة
كن ساعدي و قوتي
على مطارق السنين و الصبابة
كن دوحتي و قدرتي
على المواقف المُهابة ْ
كن فرحة المصيف بالسحابة
مذ نامت النجوم تحت شرفتيِ
و أنبت الرخام فوق غرفتي
حدائقاً و غابة
الليل ما ونىَ ..
على جواده النهار
أو توشّحت عيونه السراب وانحنى
و عندما تكسر الشعاع و انثنى
تشبع المساء و انطلقْ
بصهوة النقاء فائتلق
المجد للفراش و السقوط للهزيمة ْ
تحية لكل من أقام للجراح قيمة ْ
وعزة لرهبة المشاعر الأليمة
فصمتنا قصيدة ْ
و حزننا بكفة الشروق موجة عنيدة
أتيت يا حبيبتي
إليك حاملاً عذوبة السماء
صفحة جديدة
لعلّه الشعور بالأمان بيننا نُعيدهْ
لعلّه الهروب من وقائع الحياة
يمنح السلام عيدهْ
و يجعل النضال دارَه الوليدة
و حلمك الهناء و الزمان في يديك
حلم عابر على الطريق نحو بلدة
تناثرت دماؤها على جحيم مقصلة ْ
فلا ولم تكن لدىّ
في اتجاهك القديم بوصلةْ
و لا الطريق دونك انجلىَ
يا شعلةً من الحنان مذهلةْ
فلتفتحي كهوف دهشتي لكل قافلة ْ
ولترمقي بريق مهجتي و لتستقي بمحفله ْ
فمدّدي عقود فرحتي
و حدّدي شواطئ الوله ْ
فما رميت إذ رميت مقتلهْ
الموج بيتنا و البحر مدخلهْ
يا ليتني اعتمرت في هواك
و احتملت صبري الطويل
و اعتصمت في دواخلهْ
كي تطلعي كما السناء في محافل العُلا
أو تخرجي كسنبلة
فها هنا توهجت جراح نشوتي
و هاهنا تفجر الحنين قنبلة
فلا أنا و لا الزمان ما روى
للشمس قصتي بما حويت أو حوى
فصدقي روايتي
و ما عليّ إثم ما حكيت يا وطنْ
فاحمل الأمانة القوام و الشجن
و طهّر الزمن
من ثورة الغياب من تعلق الرقاب
بالضياع و المحن
في بلدةٍ تداعى صمتها و صوتها اندثر
فعلم الرؤى محاسن الصور
و دغدغ القمر
كي تصبح الحياة كوكباً من العطاء و الثمر
و الفجر بيننا يظل مستقر
فالخير و البقاء و الحذر
و الهمس و الشعور والسحر
جميعها جميعها قدر.
البروفيسور معز عمر بخيت هو أستاذ جامعي سوداني سويدي من أم درمان.
الرئيس التنفيذي (المؤسس) لمركز الأميرة الجوهرة للطب. وهو أستاذ ورئيس قسم الطب كلية الطب ، جامعة الخليج العربي ...