عدد الابيات : 39

طباعة

 حذارِ اذا الزمانُ لكَ استطابا

ونادمتَ   الأحبّةَ   والصِّحابا

ومن راحِ العيونِ حملتَ كأساً

على سِحْرِ الهوى رُمْتَ الشرابا

وغرّكَ باسم ُ الشفتينِ حُبّا

وفي    طيّاتهِ     يبغي    الخرابا

فعينُك لاترى الاّ جميلاً

وقلبُ   ِعن     حوادثهِ  تَغابا

اذا ضِحكَ الزمانُ إليكَ يوماً

ستلقى بعد ضحكَتهِ المَصابا

ترى فيه اللّبيبَ جريحَ قلبٍ

سقتْه عواديَ  الأيامِ صابا

فيفتحُ  قلبَه  للناس   وِدّاً

فتنشبُ  فيه  أظفاراً ونابا

فخذْ عِبَرَ الحياةِ فانّ فيها

دروساً تقتحمْ  فيها الصِّعابا    

فقد يحيى الجهولُ بطيبِ عيشٍ

وبين الناس يمتلكُ الخطابا   

فلو طُليَ الحديدُ بخير تبرٍ

لَما ساوى من الذهبِ اللُّبابا

أيا دهرَ المصائبِ كُفْ مصابا

لقد اثخنتني الجُرحَ انتيابا

لقد وفّيتَ نذرَكَ من فؤادي

وأَجدبتَ العيونَ به العِذابا

فاوشكَ أنْ يزورَ الموتُ روحي

فقد أزرى الفراقُ بها وعابا

فما قاسَ الفؤادُ طِوالَ عمري

كَلَوعاتِ  الفِراقِ وكم أنابا

فقد أمسى نزيلُك أيَّ وصْبٍ

فيا قلبي لمن ْ تشكو  العذابا

وخطبٍ  لم  يَدُمْ  الاّ  قليلاً

ولم يبلغْ   من  الجَسدِ   الأِهابا

قوافي الشعر تحملُها جِراحٌ

وقد  فتحتْ  له  باباً  فَبابا

وجرحٍ كان بلسمُه القوافي

فلو داويتَه  بالطّب خابا   

ومَنْ  يكُ قلبُه حُرًّاً سليماً

يتوجْهُ العُلى تاجا مُهابا

ونعم القومُ لو رَكِبوا المنايا

وقد كانت لمَجدِهُمُ رِكابا  

فانْ حملتْ أكفُّ القومِ كاساً

وخانوا السيفَ واعتشقوا القِرابا

سيبقَ  المجدُ  يلعنهمْ   دهوراً

 ويلبسْهمْ من العار الثيابا

اذا  مالضُّرُّ   مسّكمُ  لذنبٍ

فلا تلقوا على  الزمنِ العتابا

فلم أرَ عائلا في الناس إلاّ

ويخطو ناكسَ الرأس اغتِرابا

فانّ  المالَ  لايكفيكَ  عِزّاً

فعزُّ المرءِ لو  بلغَ  الشهابا

فكم من سائلٍ نهَرورهُ ظلماً

وأيتامٍ    لقد   باتوا   سِغابا

فيا  تعساَ لِما  فعلوهُ   ذنباً

وراءَ ظهورهمْ نبذوا الكتابا       

فما  جادتْ  أكفّهمُ  عطاءً

فانّ البخلَ قد سدلَ الحجابا     

فكم نبعتْ صخورُ الأرض ماءً

تفجّرَ صمُّها عَذباً  مُسابا     

ومنْ  يبسطْ  لِشرِّ  الناس كَفّاً

خنوعاً  سائلاً منها  الثوابا

فانْ قُطِعَتْ فذا لومٌ عليه

وانْ مُلئتْ فقد مُلئتْ سرابا

أرى الرجلَ الشجاعَ طويلَ عمرٍ

تخلّدُهُ القلوبُ لما  استجابا

 فلو نسيَ الجبانَ الموتُ دهرا

لما عَشِقتْ  أناملُه  الحِرابا    

عجبتُ لطالبِ الدُّنيا أراه

وفاءً   يرتجي تلك   الذِّئابا

فكم  من  طالبٍ  دنياه  ولّى

هلاكاً  ماجنى   الاّ الترابا  

فسلْ أينَ الملوكُ وأينَ حلّوا

فانّ الأرضَ تُنبيكَ الجوابا

فأنتَ  مسافرٌ لابد  يوما

تؤوبُ  لموطنٍ  أبقى  مآباب

تزوّدْ مااستطعتَ بخير زادٍ

فانّ الشيبَ ينذرُك الذهابا

فذي بابُ الأله ونِعمَ بابٌ

فقد فُتحَتْ لمنْ قصدَ المتابا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشاعر حيدر التميمي

الشاعر حيدر التميمي

11

قصيدة

شاعر عراقي من مواليد ١٩٦٤ ، لدي عدة دواوين شعرية مطبوعة في العراق ومصر

المزيد عن الشاعر حيدر التميمي

أضف شرح او معلومة