لا تحبنا ذات العيون السود أوقدنا لها فوانيس العشق وغابة الليل قطفنا لها باقة الريحان ومثل السندريلا أعددنا لها عربة اليقطين تجرُّها الخيل فقالت أولى ثم أولى برماد حسنها المقابر واللحود كمثل خفاش أعمى لا ترانا في مرايا الوجود إنها لا تعرف منا سوى الظلال تخالنا شبحا هزيلا ً يسكن الظلمة في التلال مهما تعمقنا في غياهب غيمها لا تحبنا ذات العيون السود حتى ولو شاءت الأقدارُ أن نكون خيارها الوحيد حتى ولو كنا معاً في وحدة المنفى خلف أسوار الحدود نغزل الكون لها قلادةً ماسيةً أو نسمي باسمها نجمة فضيةً حتى ولو كنا معا في عزلة بجزيرة منسيةٍ لا يقطنها إنسيٌّ سوانا ونحن ننعم فيها بحياة الخلود لا تحبنا ذات العيون السود... لن تحبنا أبداً بعالم اليباب ليس من ثمة أزمنة أو أمكنة لنكون فارسها الملثم بالضباب غازياً مضاربها على متن الأحصنة ليس من ثمة وسيلة أو سبيل ولا غزلٌ حزين القصيد لبلوغ قلبها المغلق الموصود للأبد الفؤاد في أغلالها وما من وصال يفك القيود جلُّ الهوى قلب تفتت من النوى والصدود وجفا معذبة من حسنها المائي أظمئت الوجود إنا نموت عطاشى من حرّ اللظى ولا تمطر الحبَّ... ذات العيون السود لو قطرةً من خمرٍ أو ندى وفي حانة الروح آهاتٌ أضاعها الصدى أسفاً عليها... تلك القلاعُ الشامخة النهود!
