الديوان » باسل الحجاج » أشباحك الزرقاء

لماذا لا تظهر الأشباح في مرايا الكبار؟
هرمت براءتهم فزجاج أحداقهم
لا يعكس الجوهر من الصور!
سحقاً لنا... أسفاً على هذا القدر
أشباحك الزرقاء التي راقصتني
طفلاً صغيراً على وقع أجراس المطر
فقدتها عبر أنفاق الفصول والسنينِ...
أضعتها كحقائب الأحلام في محطات السفر!
أين أنتِ الآن يا حبيبتي المسحورة
أيتها العفة المسحوقة تحت قطار الأعمار!
سأشنق قلبي على غصن المغيب
أضحيةً أخيرة...
لعل أنجمك تنهمر كألماظ الأمطار
أو تبزغين مرةً أخيرة
حوريةً تتعرى من رحم البحار!
آهٍ يا حبيبةً يهرمُ عشاقها
وتظلُّ في ذكراهم فتاةً صغيرة
أنا أسيرٌ في قواقع الحيرة...
وأنتِ فيما مضى، كنتِ لي وحدي...
الطريق إلى طفولة الذاتِ ووحي الأشعار!
كنتِ لي في زنزانة الظلمةِ شمس النهار!
آهٍ طواكِ الدهر كمدية جيبٍ
وأخفاكِ إلا من عيون الصغار
ومن يبلغ الحلم لا يعود يراكِ
هكذا يحكى قرب مواقد النار!
أشباحكِ الزرقاء كالدمع الحزين
فارقت عيوني فأغشاني الحنين
ولبثت في كهف الأسى
أبكيكِ وحدي وأنزف نبض السنين
دماً يصبُّ في بحر السدى
أوَّاهِ يا حبَّ حياتي الأعمى
كم خلت من تيه ظني
أنَّ شفاهكِ أشهى من شهد اليقين!
وأنَّ سجون عينيكِ الزجاجيتين
ستحرسني من قبضة الشياطين!
ما تنفس الكونُ ليلاً ونهار...
ما استمرت رقصة النرد في مسرح الأسرار...

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن باسل الحجاج

باسل الحجاج

62

قصيدة

شاعر من المملكة العربية السعودية. صدرت له مجموعة شعرية بعنوان "النهر والغريب ومرثية الأقمار المتساقطة"

المزيد عن باسل الحجاج

أضف شرح او معلومة