وتقول لي هرمت ملامحها وغامت في الغموم تمزقت محاسنها وهاجرت من صحارها الغيوم وتقول لي شابت وضوء الصبح حلَّ بشعرها كانت غدائرها ليلاً حزينا ً... لا تشوبه شائبة النجوم وتقول لي انطفأت مآقيها من جنّ الهوى وظلال أشباحي في أزقة عمرها... تدعوها إلى الرقص الحزينِ... تسبب لها الأسى فتسألني الرحيل من حياتها بقايا من قرصان مهزوم لئلا ينتهي هذا الحبُّ المستحيلُ سدى كان همس الغزل في مسمعها يفسد طهرها بالسموم! وتقول لي أنها مسكونةُ الأعماقِ بروح الدجى بيد أني في مرايا وجودها لا أرى غير النجوم... تشعُ خالدةً كفضة الزئبق في سجن قبضتي لتفرَّ مني... تهرب من سطوتي... يا لجمالها ويا لبؤس لوعتي... تنساب كالأطياف... تختفي في غبش الوهم وكهف الفكر المحروم لقد أحببتها هباءً بقلب خاطئ مأثوم إنها عروس منيتي وحسناء حكايتي ولولاها ما أمطرتني لعنة الربَّ بالكآبة كالرجوم! وتقول لي أنها وردةٌ ذوت وتساقطت بتلاتها وهي في زجاج العيون... جنَّةٌ من الورد تنمو بروحي إلى يوم يبعثون!