خليلي إني عاشقٌ فترفقا

ولا تجعلا قلبي منالا وبيدقا

فلم أر كالأشواق تغلي قلوبنا

بماءٍ حميمٍ ما ألذَّ و أحرقَ

سأجعل مخزون التصبر نُهبةً

واجعل معقول التحفظ مطلقا

يموت شعور العاشقين جوارنا

ومتنا، وطرس الأمنيات تشققا

فمن ذا لهذا الهجر فينا ينوشه

بوصلٍ، ومن ذا للتواصل فرّقا

فلما تواعدنا إلى جنب باقة

من الورد هام الورد حتى تفتقا

ولما توادعنا وبانت دموعنا

تحسّر ذاك الورد حتى تمزقا

فيا ليلة الاثنين أجمل ليلة

ويا شؤم ذاك الصبح لما تحققا

تسير أمامي أو أسير أمامها

كطيرين في جو الأماني حلقا

تراقب ثغري أو أراقب ثغرها

كمنتظر الإيحاء أو سامع الرقى

فبتنا كأحلى عاشقين تلاقيا

وصرنا كأغبى كائنين تفرقا

يفارقنا كل الذكاء وما لنا

فبعض جنون العاشقين من اللقا

غزال وميدان وصيد وبارع

ولكنّ قانون التصيّد عُلقا

أماءٌ وقلبٌ ظاميء وملامةٌ

ونورٌ ونيرانٌ فيا قوم أشفقا

وصدقٌ وزورٌ، والليالي دليلها

قويٌ، يصيّرن الجنائن سملقا

أتسكرنا في البعد بعض زبيبة

ويَعجز عن إسكارنا ما تعتقا

فيا من له كل الجمال ووصفه

عزيز، وفيه المعجزات، تألقَ

ترفق بقلب قد حواك كما ترى

ويرفق رب الكون فيمن ترفقَ